الخميس، 27 ديسمبر 2012

"العراق وربيع الأحرار..!"


تستند الحرية على بساط الشرفاء الأبطال لا تسمع بالظلم ولا تسمع له, تسير بنسقٍ تعايشيٍّ يهدف للاستقرار ويأمل أن يأمن ويكون متطلِّعاً لنور العدل وشروق الحياة..!

تلك هي فلسفة الأحرار ونمط الحريّات التي أخرجتها الشعوب العربية الواعية التي خُنِقَت بكبت الديكتاتور المجرم لسنواتٍ من الصعق البشري الذي يحمل راية "لا إنسانيّة ولا حرية"..!
من أجل ذلك صرخت الأنبار وسامراء والفلوجة... من أجل ذلك صرخت العراق تريد أن تظفر بالحياة..
*لماذا نسمع أنيناً في العراق؟!
الأنين العراقي أسمعه مذ وُلدتُ , مذ كنت لا أعرف الحروف والأرقام , مذ كنت لا أستطيع أن أجمع العين مع من "راق".. دمه وتفطرت أحشاؤه , مذ كنت لا أعرف ما الدم سوى دم العراق وفلسطين..!
إنَّ أنين العراق هو أنينٌ عروبيٌّ إسلامي قاده متعجرفون وانقاد لهم الشارع كراهيةَ واحتلته عصا الصعق الإنساني "أميركا" ثم حضنها العميل حضانةَ حامل الخنجر والبندقية لا يسمع لكنه يقمع, ولا يدري لكنه يُعري , ولا يصنع لكنه يصفع..! هكذا عاشت بلاد الرافدين بين احتلالٍ وظلمٍ من جهة , وطائفيةٍ تقودها رأس الأفعى في طهران من جهةٍ أخرى..
بلاد الرافدين هي بلاد الحضارات المتنوعة والتي تميزت عن كل جماليات الحضارات العالمية قبل أكثر من 5000 سنة قبل الميلاد وهي تولد حضارت وتموت أخرى على بساط بيتها وجلسة أطيافها من دهوك إلى البصرة ومن بغداد إلى الرمادي هذه هي العراق..
حملت الخلافة الإسلامية على أكتافها لتعيش حضارة الإسلام ونضج أهله وحكومته هذه هي العراق..
تحمل في رحمها مولوداً واعياً اسمه حرٌّ وفكره حرٌّ وقلبه قلب الأحرار هذا هو رجل العراق..
حكومة الظالم الهالكي  الذي يتغطرس ويتخبط ليستعمل الشعب على أنهم كبش فداءٍ لألاعيبه ومكره هو إنسانٌ بجسمه ولكنه دميةٌ يُحركها أصحابها تميل حيث يميلون وتتحرك حيث يتحركون ولكنَّ الشعب العراقي يأبى أن تنجوا الدمية ويأبى أن ينتصر أصحابها لتنتفض العراق وتصرخ لا استسلام..!
الأنبار تصرخ لا اعتقال بعد اليوم وأخرى تُنشد لا طائفية يا طهران , ليُجمع الشعب على أنَّ الوطن هو العراق وطن الكرامة , والحرية , والمواطنة لذلك صرخ قلمي ودمع حبراً لا أدري ما لونه ولكنّي أعلم أنّه يتقيّأ دماً أبيضاً يظهر لي فيه:-
بغداد الآمنة..
بغداد المطمئنة..
بغداد يا رائحة الحرية..!
أُناشد شعب العراق العظيم , أيا عروبةً أقرؤها في جباهكم النقية ويا إسلاماً أراه من أعينكم الأبية كونوا واحداً ولا تتفرقوا , كونوا جميعاً ولا تتعددوا املؤا قلوبكم إيماناً بالله وثقةً بنصره واعلموا أن من يطلب مهر الحرية يدفع بسخاء..!
وأتذكر نزار قباني حينما أنشد قائلاً:-
مدي بساطكِ واملئي أكوابي *** وانسي العتاب فقد نسيت عتابي
عيناكِ يا بغداد منذ طفولتي *** شمسان نائمتانِ في أهدابي..
فيا شعب العراق العظيم حرروا وطنكم من طغيان العملاء وجبروت الولي الفقيه , فإنّي أشتم ربيعاً جديداً اسمه ربيع الأحرار..!
...........مشاعر إنسان..........>>ALra2a8i<<
1431Abdullah@

الجمعة، 21 ديسمبر 2012

"عِراكُ ذوي الأنفاس..!"


لكلِّ إنسانٍ سيكيولجية تبني جزءاً لا يتجزأ من شخصيته, فالنفس
بطبائعها المختلفة وبعوامل العطف , والمشاعر , والتآلف والتعايش , والمزاجية وغيرها... تكوِّن الإنسان النفسي الذي يُساهم في تكامل بنيته الإنسانية, فالنفس وما تهوى قصةٌ ليست لها نهاية , ومعادلةٌ شائكة يصعب حلها فدعونا نجازف ونبدأ بقراءةٍ نفسيّةٍ لــهوى النفس..!
التعايش والحب جزء من سيكيولجية "نفسية" الإنسان والحفاظ عليها وعلى ديمومة نشاطها النفسي له خصخصة دون بقية العوامل النفسية الأخرى للإنسان من وجهة نظري..
 لذلك تلبية رغباتها والعمل على ما تهواه يكون أشبه بتلك الساحة الخضراء لا تسمع حساًّ يريد منك البعد عنها ولكنَّ العِراك يحدث بشجارٍ يدور بين مصالح النفس وقيم الإنسان ومبادئه..فهل أقدِّم هوى النفس على قيمي ومبادئي؟!..
من هنا احتدمت القارورة واختلَّت الكثير من أوزان الحياة المختلفة يريد كلُّ إنسانٍ تعايشاً سليماً وحباًّ نقياًّ فالحياة والحب هما كلمتان من المستحيل أن توضِّح معناها بسهولةٍ تامّة , ومن المستحيل أيضاً أن تفقدهما لأنهما يعملان مع عمل النبضات فللحياةِ نبضةٌ وللحب نبضةٌ مكمّلةٌ للحياة..!
فجماليّات الحياة والحب تبني بُنيةً نفسيةً للإنسان تجده يقاتل من أجلهما.. لذلك يصعب عليه أن يلبّي هواه ويترك مبادئه جامدةً ويصعب أن يرى جمود هواه ومبادئه تلبّى على حساب نفسه..! لذلك كانت المشاعر حساًّ مقاوماً لجريان الاحتقان فالوظيفة الحسية التي تقوم بها المشاعر تستطيع أن توازن بين هوى النفس وقيمها لكن قبل البحث عن الموازنة  النفسية يجب أن نعلم لماذا الموازنة أصلاً..!
للإنسان قيم يهدف إلى تحقيقها في هذه الحياة وبعد الممات لكن الأهواء بالإغواء تحاول خطف عقل الإنسان وفكره وهذا ما لا يريده ولا يرضاه أحد فالموازنة جاءت من أجل الحفاظ على الفكر والنفس فخلق الله المشاعر والضمائر لتكون لوحة تحكم لسيكيولجية الإنسان فالمشاعر والضمائر هي من تشعر بنفسيته أكانت هاويةً غاوية , أم آمنةً مطمئنة لذلك على المرء أن لا يجعل الهوى يتغلغل في أعماق ذاته وليجعل له في كل ليلةٍ عملاً علاجياً تقوم به الضمائر"محاسبة النفس" هو العلاج النفسي الذي يستطيع أن يمنع الهوى من الطغيان على فكر الإنسان وعقله فاستخدام العقل والنفس هي الطريقة المثلى لوقف العِراك المحتدم بين الهوى والقيمة..!
فإذا خُضتَ مع ذاتك عِراكاً بين هوىً وقيمة ضعها في ميزان العقل والنفس واجعل الضمير هو الحَكَم لتعلمَ من هو الأحق بالتقدم هل الهوى أم القيمة..!
........مشاعر إنسان...........>>ALra2a8i<<
1431Abdullah@

الأربعاء، 5 ديسمبر 2012

"أنا لستُ داروينياًّ..!"

     
         لم أجد سوى الحلم ذلك الطفل الصغير الذي لم يزل يحبوا..!
         وفجأةً كَبر الطفل وأصبح رجلاً يُحتذى به , ولا شك أنّه واجه إعصاراً من المخربين والمثبطين في مسيرته.. ولكن.. لعله استعان بشيءٍ من الحق ليُكمل المسير فهو "حلمٌ" بمفهومٍ يريده , و "إنسانٌ" تأصَّل فيه ذلك الحلم الذي هو "أنا"..!
        نظرية "أصل الأنواع" التي أسسها دارون أشعلت قالباً حراًّ وحاراًّ وألهب نيران الفكر والفلسفة والعلوم الأخرى في عصره مع أنَّ قبله من القرون أتى من أتى لطرح بعض العلوم الجديدة والجريئة مثل ما طرح دارون آن ذاك ..
       السيكيولجية المتطورة و فلسفة الحيوان الناطق كانت صفعةً للآيدلوجيا بشكلٍ عام فضلاً عن قوائم الأديان ومرتكزاتها , لم يكن دارون موفّقاً عندما طرح مفهوم تصدّع الإنسان الغير ثابت الهوية..! لأن كرامة الإنسان وحريته لم تكن تقتصر على نظريةٍ تنشر الأصل بدون إيمانٍ بثوابتٍ وعملٍ على تأريخٍ يثبّت البوصلة في الاتجاه الصحيح..!
        لذلك أنا لستُ داروينياًّ.. عملتُ على ثوابتي وامتدحتُ تاريخي العريق حتى استطعتُ أن أتّجه إلى المسار الحق , والشيء الذي               جعل أبو ماضي يتيه في طلاسمه حينما قال:-
         جئت لا أعلم من أين ولكني أتيتُ , ولقد أبصرت قدّامي طريقاً فمشيتُ , وسأبقى ماشياً إن شئت هذا أم أبيتُ , كيف جئت؟ كيف أبصرتُ طريقي..لست أدري!
         لم يدري , ولن يدري.. هي بصيرةٌ تقود الطريق تعمل على حفظ الله ليحفظنا , وتتوق لمعرفته ليحبنا ويسكننا جنانه.. إنَّها فلسفةٌ لم يعلمها دارون وتاه في تحصيلها أبو ماضي وغيره.. إذاً سأحكي قصةً وإن شئتم سمُّوها تاريخاً أو حتى أنموذجاً خالداً في الذاكرة..!
أنا لستُ داروينياًّ:-
         كرّم الله بني آدم وجعل الإنسان خليفةً على الدُّنى ورزقه من الطيبات وفضّله وأعطاه حريته من أجل أن ينتزع عبودية البشر للجوء إلى رب البشر , المعبود الحق والذي أعطى الحرية الحقة التي استطاع الإنسان بعدها أن يفهم أين هويته؟!
         سأل رستم ربعي بن عامر رضي الله عنه مالذي جاء بكم؟ قال ربعي رضي الله عنه: "نحن جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد , إلى عبادة رب العباد , ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة , ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"..
         لخّص ربعي بن عامر رضي الله عنه الهوية الإنسانية العادلة والحرة التي نص عليها الإسلام وجاء بها فقال الله سبحانه وتعالى على لسان لقمان الحكيم: "إنَّ الشرك لظلمٌ عظيم".. فانتُزع الظلم من الإنسان وارتفعت روح العدل .. لذلك لم أقل ولم يقل ربعي بن عامر رضي الله عنه والصحابة والمسلمين "لستُ أدري"..!
          كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يبكي تارةً ويضحك تارةً أخرى فبعد سؤالهم عن سبب ذلك متعجّبين ذكر أنّه عندما كان في الجاهلية يدفن ابنته حيّة خشية العار فبينما هو يُهيّأ لابنته القبر نفضت الغبار عن لحيته ومع ذلك استمر في الحفر ودفنها..!
         أما عن الضحك فذكر أنّه عندما كان في الجاهلية يصنع صنماً من تمرٍ فإذا جاع أكله..!
          شَعَرَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّه تجرّد من عبودية الوهم إلى الحرية الإنسانية وسط عدل الإسلام ورحمته فلم يبكي عندما دفن ابنته ولكنّه بكى بعدما أسلم وأبصر الطريق.! ولم يضحك عندما كان يأكل معبوده الوهميّ , ولكنّه ضحك بعدما أسلم..
بلى أدري , نعم أدري , أعلم أنني الآن في جوف الحرية , أفهم حياة الإنسان المسلم الحر النبيل , لم أكن داروينياًّ مشوّهاً ولا تائهاً لا أبصر الحق والمسير إنني مسلمٌ حر , أعيش في الحرية وأشتمّ عبقها لأني أعبد ربي ولا أنسب العبودية لأحدٍ غيره فأنا لستُ داروينياًّ..!
..........مشاعر إنسان.......... >>ALra2a8i<<
1431Abdullah@