الخميس، 28 مارس 2013

"اشتقتُ إليها..!"


تعلّقتُ بأنفاس مسيرها, وكتبتُ لحنها بقوائم روحي, وعلّقتُ نفسي على أسوارها, وأغمضتُ عيني لِأراها في خيالي وفي منامي وهي تهمس لي أن اقترب مابك ابتعدتَ؟..وبلا شعورٍ أو احساس أبتعدُ عنها ولا أدري لماذا..! وأراها تبكي وتصرخ وتنتظر حتى اقتربتُ منها دون أن تشعر وقبّلتها واحتضنتها ثمَّ خبّأتها في قلبي مرةً أخرى..وكما ابتعدتُ عنها سريعاً ها أنا أعود إليها منكسراً ومنكسفاً..!
كتابتي..هي أم حديثي وامرأة صمتي..أتحدث بها حين الصمت ولا أستطيع أن أصمت عنها..هي أداة النهضة التي أحملها وأود نقلها..قلبي إليها كمن يرتشف قهوةً حين الظلام يُقاسمها الأمل, ويُبادلها الحلم..!

اشتقتُ إليها..تماماً مثل اشتياقي للنوم من بعد العناء.!
 أركض خلف الوهم كي أُصارع الحقائق..لا ألبث إلا وأنا بين بواخر السفن الزاهرة, والبساتين الباحرة..تماماً كذلك الذي ينام وهو يحلم في سفرٍ يعشقه.
كل هذا من أجلها, حلم النهضة أصبح بين قلمي وأوراقي..لا أفكر إلا بهدف كتاباتي, أعيش حياة الساحة الثقافية أُحاول أن أُصارع أمواج البحوث والمقالات..وأيضاً أعبثُ بأوراق الشعر كي أُخرج بيتاً من ذهب لا يحمل سوى مطبخٍ واحدٍ ودورةِ مياه..كي يطبخ الأفكار لتبدو ناضجة, ويرمي بقاذورات الأفكار في دورة المياه..!
هكذا أنا أُحاول أن أسير إلى حلم النهضة بقلمي..وكما سرتُ بقلمي, سيروا معي بممحاتكم وبقلمٍ آخر يُعززُ طموحي للرُّقي بالأمة والوطن..!
 يسألني: منذ زمن ولم تُصاهر الكتابة ما السبب؟..قلت له: أنتظر الأزقة..!
كانت تلك المدونة التي أحلم بها جاهزةً ولا تزال لكنّها التقنية مرةً أخرى تخون من يتعامل معها..!
مدونة أزقة: شرعتُ في الكتابة لِأرسم حروفي بين الأزقة الضيّقة, وأُنبتُ الأعشاب وسط حُفَرِها الصغيرة..هكذا شرعتُ في العمل مع الأزقة, ولكن طال العبث بالتقنية وطالت في الاستجابة وعن قريب سيخرج من استجاب ومن استُجيب..وقريباً ستظهر الأزقة..!
اشتقتُ إليها..وفي حديثِ الشوق تذكرتُ نزار قباني حينما قال:-

إن كنت حبيبي ساعدني كي أرحل عنك..
إن كنت طبيبي ساعدني كي أُشفى منك..
لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ ما أحببت..
لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً ما أبحرت..
لو أني أعرف خاتمتي ما كنتُ بدأت..
اشتقتُ إليك..فعلّمني أن لا أشتاق..
علّمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق..
علّمني كيف تموت الدمعة في الأحداق..
علّمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق..
فأنا من بعدك باقية ككتابٍ مقطوع الأوراق..
يا من صوّرت لي الدنيا كقصيدة شعر..
وزرعت جراحك في صدري وأخذت الصبر..
إن كنتَ نبيّاً خلّصني من هذا السحر..
من هذا الكفر..
حبك كالكفر فطهّرني من هذا الكفر..
إن كنت أعز عليك فخذ بيدي..
فأنا عاشقةٌ من رأسي حتى قدمي..

الموج الأزرق من عينيك ينادي نحو الأعمق..
وأنا ما عندي تجربةٌ في الحب ولا عندي زورق..
إنّي أتنفس تحت الماء..
إنّي أغرق.....
أغرق.....
أغرق.