الخميس، 4 أبريل 2013

"..يسعدني في تويتر..!"





طبيعة إنسان:

أن يسعد بحرّيته, ويقتنص ساحاته الواسعة للبحث عن إفراغ مخزونه الداخلي..
طبيعة إنسان:
أن تكون له كلمة يستطيع بها أن يبني حيثيّات لقيمه ومبادئه..
طبيعة إنسان: 
أن يُشارك من أجل إثبات الشخصية..
طبيعة إنسان:
أنّه مدنيٌّ بطبعه..
طبيعة إنسان: 
أنّه اجتماعيٌّ بطبعه..
هناك في ساحة تويتر العريقة خرجت أصوات الناس تهفوا نحو ساحاتهم , تشكوا وتبكي وتنوح, وتفرح وتسعد وتتفاءل وتترفّه..
تساعد وتقضي حوائج غيرها..وتشدوا بالحرية وبالأفكار..!
كتبتُ مقالاً سابقاً عن فوضى تويتر كتبتُ فيه ما يحزنني في هذه الساحة العميقة التفكير أكّدتُ على ثقافة الاختلاف التي انطفأت عند أكثرهم لكنّي اليوم أؤمن بالمسار الإيجابي بل علينا أن نُعبّر عن كلِّ ما يسعدنا في أرجاء تويتر..
أنشأتُ وسماً على تويتر بعنوان: #يسعدني_في_تويتر وها أنا أجمع لكم ما استطعتُ قطفه من ساحة تويتر:-


يسعدني في تويتر: قلوباً أحبت إخواناً لا يعرفوهم فبالله ذكروهم وعن الهموم أسعدوهم..ومن الوحشة آنسوهم وبظهر الغيب دعوا لهم ..
Aref35342@

يسعدني في تويتر: أن أقرأ الحكمة وأسمع الشجن وأتعلم الشعر وأرى السياسة وأمسك الكرة وأشم عطر وأستشعر الدعاء..
Dr_suadalbesher



يسعدني في تويتر: أن أتعلم وأن أتشارك المعرفة مع الآخرين..
naifco@



هذا ما استطعتُ جمعه من التغريدات حول هذا الوسم .. لكنّ الموضوع هو أكبر بكثير فهذا يقودنا إلى فهم طبيعة الإنسان وفلسفته ففلسفة الحرية والشعور بالتحكم بفكره هي وحدها جوهرة نستطيع من خلالها أن نقود مجتمعنا للنهضة..! النهضة ليس صراعاً فكرياًّ نقوده بتعصّبنا, بل هو حراكاً فكرياًّ نُقوّمه باختلافنا الناضج..! تويتر ساحةٌ حرّة لا يقبل متعصبي الرأي والألسن السليطة, تويتر للإنسان بفكره وعقله وتحليله واجتماعيّته الطبيعية.. يسعدني في تويتر= يسعدني في خُلُقِ إنسان..! تحياتي..

1431Abdullah@



الخميس، 28 مارس 2013

"اشتقتُ إليها..!"


تعلّقتُ بأنفاس مسيرها, وكتبتُ لحنها بقوائم روحي, وعلّقتُ نفسي على أسوارها, وأغمضتُ عيني لِأراها في خيالي وفي منامي وهي تهمس لي أن اقترب مابك ابتعدتَ؟..وبلا شعورٍ أو احساس أبتعدُ عنها ولا أدري لماذا..! وأراها تبكي وتصرخ وتنتظر حتى اقتربتُ منها دون أن تشعر وقبّلتها واحتضنتها ثمَّ خبّأتها في قلبي مرةً أخرى..وكما ابتعدتُ عنها سريعاً ها أنا أعود إليها منكسراً ومنكسفاً..!
كتابتي..هي أم حديثي وامرأة صمتي..أتحدث بها حين الصمت ولا أستطيع أن أصمت عنها..هي أداة النهضة التي أحملها وأود نقلها..قلبي إليها كمن يرتشف قهوةً حين الظلام يُقاسمها الأمل, ويُبادلها الحلم..!

اشتقتُ إليها..تماماً مثل اشتياقي للنوم من بعد العناء.!
 أركض خلف الوهم كي أُصارع الحقائق..لا ألبث إلا وأنا بين بواخر السفن الزاهرة, والبساتين الباحرة..تماماً كذلك الذي ينام وهو يحلم في سفرٍ يعشقه.
كل هذا من أجلها, حلم النهضة أصبح بين قلمي وأوراقي..لا أفكر إلا بهدف كتاباتي, أعيش حياة الساحة الثقافية أُحاول أن أُصارع أمواج البحوث والمقالات..وأيضاً أعبثُ بأوراق الشعر كي أُخرج بيتاً من ذهب لا يحمل سوى مطبخٍ واحدٍ ودورةِ مياه..كي يطبخ الأفكار لتبدو ناضجة, ويرمي بقاذورات الأفكار في دورة المياه..!
هكذا أنا أُحاول أن أسير إلى حلم النهضة بقلمي..وكما سرتُ بقلمي, سيروا معي بممحاتكم وبقلمٍ آخر يُعززُ طموحي للرُّقي بالأمة والوطن..!
 يسألني: منذ زمن ولم تُصاهر الكتابة ما السبب؟..قلت له: أنتظر الأزقة..!
كانت تلك المدونة التي أحلم بها جاهزةً ولا تزال لكنّها التقنية مرةً أخرى تخون من يتعامل معها..!
مدونة أزقة: شرعتُ في الكتابة لِأرسم حروفي بين الأزقة الضيّقة, وأُنبتُ الأعشاب وسط حُفَرِها الصغيرة..هكذا شرعتُ في العمل مع الأزقة, ولكن طال العبث بالتقنية وطالت في الاستجابة وعن قريب سيخرج من استجاب ومن استُجيب..وقريباً ستظهر الأزقة..!
اشتقتُ إليها..وفي حديثِ الشوق تذكرتُ نزار قباني حينما قال:-

إن كنت حبيبي ساعدني كي أرحل عنك..
إن كنت طبيبي ساعدني كي أُشفى منك..
لو أني أعرف أن الحب خطيرٌ ما أحببت..
لو أني أعرف أن البحر عميقٌ جداً ما أبحرت..
لو أني أعرف خاتمتي ما كنتُ بدأت..
اشتقتُ إليك..فعلّمني أن لا أشتاق..
علّمني كيف أقص جذور هواك من الأعماق..
علّمني كيف تموت الدمعة في الأحداق..
علّمني كيف يموت الحب وتنتحر الأشواق..
فأنا من بعدك باقية ككتابٍ مقطوع الأوراق..
يا من صوّرت لي الدنيا كقصيدة شعر..
وزرعت جراحك في صدري وأخذت الصبر..
إن كنتَ نبيّاً خلّصني من هذا السحر..
من هذا الكفر..
حبك كالكفر فطهّرني من هذا الكفر..
إن كنت أعز عليك فخذ بيدي..
فأنا عاشقةٌ من رأسي حتى قدمي..

الموج الأزرق من عينيك ينادي نحو الأعمق..
وأنا ما عندي تجربةٌ في الحب ولا عندي زورق..
إنّي أتنفس تحت الماء..
إنّي أغرق.....
أغرق.....
أغرق.

الخميس، 14 فبراير 2013

"حول..نظرية الوحدة والتوحد.."(2)

     
 لا زلنا لوحدنا حول حديث الوحدة, لنقسِّم روح الوحيد ونفسيّته ونقدّمها لكي نقرأ الوحدة من العمق الإنساني..!
       استغرقتُ وقتاً طويلاً عند تخريجي لهذه المقالة المكمّلة وهذا يعود لإسبابٍ عديدة قد خاب قلمي حيالها فلم يعد يُجيدُ رسم الحرف وتخريجه.
       بكيتُ على حين غفلةٍ إنسانيّةٍ..لم أكن أتوقّع أنَّ الإنسان يسير في بعض أموره مستمداًّ حاجاته من الفناء, أو من طرقات الخلاء..!
       أُجيد التحدُّث عن الظلم, وبارعٌ في تعبيري عن الحريات وقوانينها, ولامعٌ بريقي في الفلسفة والتنظير ولكنّي ابتعدتُ عن الحياة بتنظيري هذا, فما كتبتُه عن مظلومٍ بائس, وفقيرٍ يائس, كان مجردُ حبرٍ على ورقٍ وما خُفيَ كان أعظم..
      بكيتُ من عمق فلسفة المفاهيم الحياتيّة ورمزيَّاتها, وسقت دموعي أرضاً قاحالةً من فساد البشر.. واجهتُ وحدةً من نوعٍ مختلف, وحدةٌ عن العيش والإحساس بالحياة, عن التبصُّر في أرزاق الإنسان, عن التَّمعُّنِ حول الإنسانيّة والعمل العادل الخالد في روايات الخيال..! ولكنّها في الواقع تقطن في جوف الفقير البائس...نعم إنَّه الفقر..!
يُنهك نفس الآدميين, ويروّع إنسانيّتهم, ويُنازعهم كما أنَّه يساومهم حياتهم مُقابل البقاء على الحياة, يُقاضيهم في محكمة التزوير..وهم بكل تأكيد حسب مواد المحكمة والحكم: (الداعي و المدّعي و المحامي..!) أمَّا القاضي فهو الغنى يحاسبهم على سرقةِ ما لم يسرقوا, وقتل من لم يقتلوا, وقذف من لم يقذفوا..!
       لُعنوا من بوابة الفقر لِيدَّعوا على أنفسهم فيحكم الغنى عليهم بالوباء والشقاء..إذاً لم يتبقّى لهم شيء..أصبحوا عظاماً بالية, نفوسٌ قاصرة, أرواحٌ خانعة..!
       اشتدَّ عِراكهم مع الظلام كي يرحلوا عنه, ولكنَّه كان قاضياً يحكم من أجل ذاته ليكتمهم في بوتقته الشاحبة ويبقوا في صراعٍ مع الوحدة..!
       نيران الأماني لم تعد تُنير طريق الحياة بل أصبحت تأكلها كما تأكل الحطب, فشاع فسادُ القلوب, وتأصَّلتْ فكرة وحيدٍ يُعاني ظلم الفقر وقسوة الحياة.......لذلك نسج حبري هذه الأبيات:-

إنِّي بكيتُ على وحيدٍ لم يزل..
                        يروي قصيدة فقره الملذوعِ
جَارَ الغنيُّ على الفقير لجوعهِ..
                         هل يا تُرى ذنبُ الفقير الجوعِ
كنتُ الجمادَ على الرصيفِ مراقباً..
                            وأتى لِيَطْرُقَ بابنا بخشوعِ
      حتى دنا ولباسُ جلدهِ أسودٌ..
                               يشكوا حياةً من حروب الجوعِ
      كم يا ترى صُفِعَ الفقيرُ بصفعةٍ..
                                كنَّا لها بمثابةِ الموضوعِ
      كم يا ترى جاد الإله بنعمةٍ..
                                 كنّا جحوداً للغنى المشروعِ
 ..وبعد..
       فإنّي سردتُ وحدةً سافكةً قاتلة..طعنت أرواح أهلِها, وأبكتني وانهرتُ بعد مشاهدتي لها..لم أعد أرجوا شيئاً بعد هذا إلّا أن أكون رافعاً هذه الوحدة على أكفّي باكياً متضرّعاً أرجوا رحمة الله لهم.....عذراً..لم أنتهي بعد, فإنَّ للحديثِ بقيّة..
.......مشاعر إنسان.......>>ALra2a8i<<
1431Abdullah@

الأحد، 10 فبراير 2013

"سأحرق صنعاء..!"

     
          يستمتع الإنسان إذا أمسك بسلك نجاةٍ يوصله إلى طريقٍ رطبةٍ معبّدة, وإذا أمسك بمادةٍ يشعر بلذّتها في حياته, بل إنّ النفس لتُفتح بوّابة بهجتها حين تمسُّ قماشاً من حرير..ولكنَّ حبيبتنا لا تفرح بهذا قط, بل هي عاشقةٌ للهب, مُغرمةٌ بقبض الجمر والنار..!
حبيبتنا صاغت حديثها بكل لغة القوة..أنّها لا تخاف اللهب, ولا ترتعدُ من ضباب الظلام والعذاب..!
قاتلت سارقوا الثروة, كي تتغيّر صياغتها حتى تصبح بالإغواء ثورةً تُكتبُ على جباهِ الأحياء من كلِّ البقاع..حتى تصل إلى بطون كتب التاريخ, تُنشد الكرامة والحرية..تغنّي من مكبّر اللهب لتقصم ظهر الديكتاتور..!
11فبراير قالت مقولتها, عمدت إلى ترك الخوف من الفساد, أنشدت بنشيدٍ "شابيٍّ"  يرفع من نداء الشعوب, وعزفت على أوتار النزاهة.. كيف تنسف بحروب النجاسة التي دامت سنوناً بلغت ذروتها في القسوة والبؤس..
لماذا نُكثر الحديث حول الذكرى, هل ستجلبُ لنا نهضةً, أو سترفع بنا درجةً, أو سَتُيقظ فينا نائماً..؟
أعتقد أنّها الأخيرة..فكم من نائمٍ تأبّط بالوطن وكأنّه حذاءٌ يجعله وقايةً متى ما أراد..!
إنّهم نيامٌ عن الحقيقة, ومتيقّظون عند التفافهم حول المادة, والتهامهم الكعكة من دون سابق إنذار..ولكن هناك من نام ولم يستيقظ.. من بنى الثورة ولم يعش أحداثها وذكراها, من ناضل من أجل حياته وحريّته, من قتله ظلم الجبان, ولعنة الديكتاتور..إلى شهداء الثورة الأحرار, الذين ضحّوا وأنشدوا للتاريخ نشيد الوطن, وعزفوا للعالم نغماً عربياًّ, وأهزوجةً كريمة...!
للذكرى رسائل ومناشدات ومطالبات,,والشعب لازال في ثورة وسيبقى في ثورة, حتى تزول قدم "سفير الخارج" الذي لا زال ينتهك حرمة الشعب اليمني..إلى شعبنا العظيم وإلى ثورتنا المجيدة..أُرسل بلسانٍ لا يملك الفصاحة ولكنّه يملك الدعاء, يملك الحب, يملك رسائل للحبيب..
هو الحنان يجر الحب يقصده** إلى الأشواق روحٌ خلفها أملُ..
فكل شوقٍ له في الروح ذا أملٌ**وكل حبٍّ يُعانق سيفه اليزلُ..
رسالتي أرصّ أحرفها بين الوحدة والانفصال, وبين العدل والظلم, وبين الإرادة والانكسار. كرهت الكلمات الثانية بينما سأتمسّك بزمام الأولى..
ومن الكلمات الأولى..أوّلها وهي المُراد, وثانيها وهي وسيلتكم يا أبطال, أمّا الثالثة فهي قصّةُ الباحث عن الحقيقة, وعاقلٌ يُدرك شتات البشر بعيداً عن الاجتماع والتلاوم..لا يُمكن أن نصل إلى العزة مادام أننا نقدّم السلطة لكل من ذكر كلاماً معسولاً, أو لبس حُلّةً يمنيّةً وجوهره أمانةٌ يؤدّيها ليس لجمال عيون اليمنيين ولكن لجمالٍ يُدرك موقعه خارج البلاد..
سلّموا نفوسكم لله, وتوكّلوا عليه, واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا, وإنَّ الذئاب لتأكل الشياه وهنّ بمفردهنّ..فلا تُقدّموا أنفسكم كشاةٍ تخلّت عن أُختها..!
كلُّنا نُريدُ أن نرى النور مجدداً, كلُّنا نتمنّا أن نبني يمناً جديداً بصنعاء شامتها الجمال والكمال والحسن والازدهار..لذلك قررتُ أن أحرق صنعاء, وآمل من كلِّ يمنيٍّ كريمٍ أن يقوم بحرقها..احرقوا صنعاء القديمة من قلوبكم..وابنوا صنعاء الحرية, صنعاء الكرامة, صنعاء الوحدة والتكاتف, صنعاء عاصمةٌ لكلِّ اليمنيّين..!
صنعاء حبرٌ له في الروح قيمته**وقيمة الحبر تُغني الرسم بالقلمِ..
.......مشاعر إنسان......>>ALra2a8i<<
1431Abdullah@

الجمعة، 8 فبراير 2013

"حول..نظرية الوحدة والتوحّد.." (1)










يتعرّى الإنسان من إنسانيّته.. من أجل أن يعيش..!
 يعطي ليأخذ.. يأكل ليجوع.. ويعمل ليكلّ ويتعب..!
وهناك في بطون الكتب وعقليات الفلاسفة يُبنى إنسانٌ بحجمٍ آخر وفكرٍ ونفسٍ غير الذي كنَّا نعلم.. هل لأننا فقهنا ما جهلوه, أم لأننا جهلنا ما فقهوه؟!
هل لأن الإنسان الفيلسوف وُلد فيلسوفاً, والآخر وُلد منهكاً مجرداً؟!
هل الإنسان مُختلفٌ بفكره وتحليله وفلسفته فقط؟! أم عواملٌ أخرى تُبطِّن حياة البشر؟!..
إنَّ بطون حياة البشر بين منطق العرف ونظرية الأكاديمي صيغت بترجمةٍ من الحياة, خلطت كلَّ التوقعات, وصفعت العرف وأعيت عقول الأكاديميين..!
لم يتوقع ذلك الأكاديمي الفيلسوف حيلةً من الواقع تُبطل نظريّته, ولم يعلم ذلك المجتمع أنَّه سَيُجبر أن يترك العادة من أجل دخوله وسط لفافات الحياة العظيمة..!
لا تتعجّبوا فإننا نريد كما تريد, ولكنَّ الله يفعل ما يريد..!
يعيش الإنسان في حياته وحيداً.. وكيف ذلك.. فهل يستطيع الإنسان..العيش..وحيداً؟!
لا أدري ولكني جلست لوحدي يوماً وكنتُ أتفكَّر في أحوال البشر وحياتهم, كيف أنَّهم يعيشون سوياًّ ولا يستطيعون ترك تلك المعيّة الكبرى, فإنَّها إن تفككت, تفككت حياتهم, تمزّقت آمالهم, لم يعد يشعرون بعبير الوجود, ولا يشتمّون رائحة الموجود.. ولِم صيغت هذه الفلسفة..فقط لأنهم...بشر..!

سألت أحدهم يوماً..إذا رزقك الله مولوداً في المستقبل ما هو المبدأ التربوي الذي تريد تعليمه إيَّاه؟..قال: سأعَلِّمه أن لا يثق في أيِّ أحد..!
صُدِمتُ من ردّه وجوابه سؤالي, ولكنّي لم أُسارع في الرد عليه بل أحببت أن أجعل لذهني موضوعاً يُفكّر فيه بدلاً من السرحان الدائم..
فجال فكري كثيراً..فوجدتُ أن الطفل إذا ترسّخ في ذهنه هذا المبدأ أصبح يرى الدنيا من منظورٍ مُناقضٍ للواقع بينما إذا أخذ هذه الفكرة وهو عاقل مكث في الحياة سنوناً عدة, سيفهم ما فهمه الأب الذي لم يُرزق بمولودٍ بعد..
فالوحدة والخوف من المجهول هي وساوسٌ لا تصلح لأن تكون مبدأً لطفلٍ صغير لأنَّ ذلك الطفل عبارةٌ عن إنسان..والإنسان والحياة هي قصة الوجود, فلا يمكن لصغير الإنسان أن يكره الحياة وهي عنوان فاتحته, وحين الخاتمة..!
       الوحدة تفتك بالإنسان وتقاسمه البؤس, والآلام ولا أنسى..كآبة الأحزان أيضاً.. فكيف إذا كان الوحيد قد خاف من الحياة وارتهب من المستقبل..إنَّه سيعيش ظُلمةً وظُلماً..كما سيعيش كارهاً لأن يعيش..!


فالوحدة تكتب على المرء فصلاً يُقيّد الحرية..
وجدناه مُبتسماً..فَرِحاً..مسروراً..قد أُلبس ثوب السعادة, وبان أثرها في نصاعة الثوب, ونظافة البدن, ولمعان المركبة.. كان يركض في الشوارع واقفاً على قدميه, ويقود مركبته..!
لماذا احتضن صاحبنا الأنس بهذه الصورة..لماذا احتضن كلّ شيء بكل شيء, وفي وقتٍ واحد؟..أعيا الناظرين إليه, وشدّ انتباه المارّة..! لا تلوموه فإنّه في الصباح أُفرج عنه بعد قضية المخدرات اللعينة..نعم شعر بفقدان الحرية لمدةٍ ليست بالقليلة..
وإن كانت قليلة هل يتحمّل المرء أن يفقد حريّته..!
لقد استكبر صاحبنا على الحقيقة, واستسلم لهواه حتى قُيّدت حريّته لأنه قَيَّد حياته لتكون رهينةً لهواه..لا يكترث إذا ساء الناس فعله, ولا يعقل مدى جرمه وجرم تسييره المجتمع إلى عجز التيسير..ولكنّه ورغم ذلك كلّه يظلُّ بشراً..لا يستطيع أن يعيش بعيداً عن الحياة..!
ارتاد الوحدة وراء القضبان, فسارعت الوحدة للقيام بعملها المعتاد وهو سرقة الحريّات..وكيف تسرق الوحدة الحريّات؟
إنَّ الإنسان بطبعه لا يستطيع أن يكتم في مشاعره الحزن والضّيم والكآبة..فضلاً عن أنّه يبقى رهينةً لها لا يستطيع أن يُخرجها, أو أن يرفّه عنها..حتى ولو بنسمة هواءٍ واحدة..والوحدة هي كاتمةُ الأحزان, مولّدة الهوس, والضغائن..لذلك هي تقوم بسرقة الحريّات..!
من العجيب أنني حينما فكّرت في كتابة مقالي هذا تبادر سريعاً إلى ذهني نزار قبّاني, وشيخ الإسلام ابن تيمية..!
وكنت أردد بيتاً للقباني يقول فيه:-
كل المنافي لا تبدد وحشتي*** مادام منفاي الكبير بداخلي..
فتنبّهتُ لفكرته ولتعبيره عمّا في داخله..فقلت كيف استطاع أن يترفّع عن الوحدة, والبعد عن الوطن؟.
فرأيتُ أنَّ هذا الاستثناء هو لمن فهم الحياة وعَقِل فنونها وضمَّها إلى قلبه..طبعاً..هذه فلسفة..ولكن السؤال سيقمعني سريعاً..كيف أفهم فنون الحياة وأُواجه المنفى, والوحدة, وأتصارع معها, وأُقيم مصارعاتٍ ليست بتمثيلِ استيفوستن, ولا كسحر أنتارتيكر, ولكن صراعٌ قائمٌ مع الحقيقة..وجدتُ أنَّ المبادئ هي من تزيّن قيمة الإنسان فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية يُسجن وتُقمع حريّته ويعيش في سجنه وحيداً, ورغم ذلك يقول: ما ذا يفعل أعدائي بي؟..أنا جنّتي وبستاني في صدري, أنّا سرتُ فهي معي..أنا قتلي شهادة, وإخراجي من بلدي سياحة, وسجني خلوة..!
تغلّب شيخ الإسلام بكل مهارات المصارعين المناضلين..وتعارك بقوّته التي حفظت قيمته..فهل تُحفظ قيمة الإنسان بدون المبادئ..! لا أعتقد فإنَّ المناضل بقلبه, هو من ينتصر في أيِّ صراعٍ مع الوحدة..ومع أيِّ صراعٍ مع الحياة..فلقد ردّ التاريخ على صاحبي وحبيبي الذي أدلى برأيه عليَّ حينما سألته عن ابنه في المستقبل, فلقد رد التاريخ بلغةِ المبادئ, وبصدق أصحابها..فالإيجابيّة هي ما يلزم أن يتعلّمها أطفالنا, يجب أن نعلّمهم كيف يُحافظون على مبادئهم دون أن نحذّر من المجهول..فالطفل يحتفظ بسرّه ليُطبّقه في المستقبل, فأسرّوا لهم مبادئهم ليتغلّبوا على سلبيّات الحياة, فإنَّ قيمة الإنسان بمبادئه..!
لن أُطيل عليكم....فإنَّ للحديث بقيّة..
.....مشاعر إنسان.....>>ALra2a8i<<
1431Abdullah@

الخميس، 31 يناير 2013

"مالي..أمام الظالم, وتحت العادل..!"


لأنّ الحياة لا تخلوا من المادةِ والماديين, ولأنَّ المادة لا تصنع الإنسانيّة..وُلدت فلسفة الظلم, وراجت بضاعة الدماء الباردة, واعتاد الكثير على صوت البندقية, ولون الدماء..!
هناك صرخ الكثير, واستجاب الكثير لصراخهم.. منهم من رد الصراخ بصراخ, والآخرين ردوا ذلك الصراخ برفعٍ للسلاح وهم اثنان..الأول رفع السلاح ليقتل الظلم, والآخر رفع السلاح كهديّةٍ للظلم..!
الظلم شبحٌ يصنع الظلام, ويصنع الصراخ والعويل..أما الظالم فهو الظلام الذي يصنع الأشباح لتقتات من الأبرياء..!
في مالي كان الصراخ مكتوماً منذ بدايته, لِأن الصارخ يعلم أنَّ الماديين لا يزالون على قيد الحياة, ولِأنّه يرى شعوباً لا تزال تقسّم كالكعكة في عيد الميلاد..!
الربيع العربي كان تبياناً لبعض الحكومات المعاندة المقاتلة ضد كلمة شعبها, والحرب على مالي هي أيضاً جاءت تبياناً لبعض الحكومات المعاندة المقاتلة ولكن..ضد كلمة الأمة..!
بعض الحكومات العربية وموقفها من الحرب على مالي, كان إدانة على جرمها في حق شعبها فضلاً عن الإدانة في حق الأمة..!
نحن نصرخ لأنّ الصراخ قد اعتدنا عليه كثيراً.. ومالي هي أحد أبواق المنظومة الأندلسية التي نرثيها صباح مساء..
          ( ليست أندلساً واحدةً فلكم ضيّعنا أندلسا)..!
لأننا اعتدنا على الصراخ صرخنا, ولأن البعض الآخر اعتاد على العمالة زاولها.....بكل إخلاص.....!
وبين سكن أهالي مالي أمام الظالم تأتي السعادة التي ينسجها الحبيب عليه السلام أن لا تنسَ عدل من تقطن تحته..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:-
"احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تُجاهك إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنتَ فاستعن بالله واعلم أنَّ الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لن ينفعوك إلَّا بشيءٍ قد كتبه الله لك, ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيءٍ لن يضروك إلَّا بشيءٍ قد كتبه الله عليك. رُفِعت الأقلام وجفّت الصحف)..
....................................................................
مالي.. عانت من شبح الظلم أمامها, ولكن لا معاناة يامالي والعادل فوقكم..!
.....مشاعر إنسان.....>>ALra2a8i<<
1431Abdullah@

السبت، 26 يناير 2013

"قانون التبعية..لاقيمة ولا هدف..!"


التنمية..النهضة..الحضارة..التقدم..!
هي مصطلحاتٌ تصنع الرقي للمجتمعات البشرية, وتفتخر تلك المجتمعات بأن تُبنى تلك المصطلحات بذات رسمها ومبادئها, ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تبني المجتمعات نهضتها وتقدمها..بمجتمعات أخرى ليست لها علاقة لا بمبدئ ولا بقيمة تربط بينها وبين تلك المجتمعات..فمن اللامعقول أن نصنع جماليّة لكبسةِ الأرز إذا أضفنا السكر عليها..! لأن للأرز خواص لا تسمح للسكر أن يُضاف إلا إذا تغيّرت بعض تلك الخواص في الكبسة..!
كذلك المجتمعات لا تُبنى النهضة فيها بتراكيب غير مماثلة ولا مشابهة للقيمة المنشودة والمبدأ الأصيل للمجتمع ذاته فإنّ الرضوخ للجهل يأتي حينما ينصاع المجتمع لثقافات الغير ويصبح حينها مجتمع تبعي لا يحمل قيمةً ولا هدفاً نهضوياًّ منشوداً..!
وقس على ذلك أبناء المجتمع نفسه حينما لا يجد أية خطوة للتنمية, ولا هدف للنهضة ولا يجد خطوات تعيد الحضارة العربية في بلده تجده ينصاع سريعاً لثقافات تهدم البنية التحتية للمجتمع بل وتهدم الهويّة والقيمة التي سار التاريخ بين مدٍّ وجزر حول قيامها, وبناءها..!
لكن في ظل الرضوخ للتبعية وللتقليد الأعمى يجب أن يصنع الشاب لنفسه النهضة يقول الإمام حسن البنا رحمه الله:-
(أقم دولة الإسلام في قلبك, تُقام على أرضك..!)
لذلك الشاب يجب أن يعتمد على بناء قيمة وهدف له في هذه الحياة فكلما رسم هدفه كلما بعد عن التبعية والتقليد أكثر, وكلما وثق في قدرته وابتعد عن جلد الذات, ابتعد عن قوانين الرضوخ والانكسار للغير..!
الشباب هي رمزية الثقافة العربية, هم من يضيف على الوطن العربي الآمال والأهداف السامية, بل هم من يستطيع أن يُعيد الكم الهائل من الحضارة المفقودة, فالرمز لا يمكن أن يكون تابعاً بل يجب  أن يكون ذو قيمة عالية وهدف يرسّخ شامة المجتمع وهويّته..!
ابدأ بالنهضة من قلبك..ولا تكن تابعاً لأحد..
........مشاعر إنسان......>>ALra2a8i<<