الثلاثاء، 30 أكتوبر 2012

"الأدلجة الطائفية..!"


منذ أربع سنوات تقريباً.. وأنا أهتم وأحب القراءة والمطالعة حول المذاهب والفرق وماوجه الاختلاف ولِمَ الاختلاف؟!.. أقرأ وأسمع وأرى مناظرات وحوارات..
رأيتُ طائفيةً , ورأيت ردة فعل طائفية ووجدتُ أيضاً الأدلجة الطائفية!.
عادةً يتحدث الناس عن الطائفية والتعصّب المذهبي بلغة الذم.. أي  نبذها والحث على الابتعاد عنها والدعوة إلى الوحدة وصلابة القوى الإسلامية وسلامة الخلاف ونضجه إلا أنني وقفت مع فكري قليلاً بعدما رأيت زميلي النصيري الذي هجرني وتركني عندما أيَّدتُ الثورة السورية وهو لا يزال يؤيد قتل المتظاهرين ويصفهم بالخونة المجرمين ولا أنسى رسائل السب والشتم واللعن التي ملأ بها القائمة البريدية!.
لم أكن أتخيّل يوماً أنّ هناك أناس لديهم روح تسيّر قلوبهم إلى الهلاك , والعقل لا يكاد يميّز بين الحق والباطل أيقنت بعدها أنّ هناك طائفية وهناك أدلجة طائفية..!
سردي لقصة النصيري ليس طائفية ولكن هي معاناة عشتها وعراك إنساني دار بيني وبينه إلا أنّه تعصّب لطائفته فتركته وعصبيّته..
ولكن ما أريد إظهاره هو تصنيفٌ للطائفية يتفرّع بأنسجة طويلة ومشعّبه..
الخلاف والاختلاف سنّة كونية فضلاً عن أنّه توافق ديني معتاد والتعامل معه ممنهج من قِبل ديننا الإسلامي لا عصبيّة فيه ولا تشنّج ولكنّ الزيغ عن هذا جاء بالإفراط والتفريط في حق المخالف والطائفية هي تفريط جاحد ولا يكون إلا ببذاءة لسانٍ أو بتعاملٍ مجحف وهذا لا يقبله الإسلام الذي جاء لتمام الأخلاق وترنيمها وبث فيها نسائم الصفاء والسماحة.. والطائفية هي تعصّبٌ يقوم بسرد عيوب المخالف وهذا التنابز لا يقبله دينٌ ولا عقل ولكن إظهار الحقائق بالحوارات والمجادلة الحسنة مطلوبة ولكن يجب أن تكون في إطار أخلاقي "قولي صواب يحتمل الخطأ , وقولك خطأٌ يحتمل الصواب!." وإن كان حواراً عقائديّاً يجب أن يكون المجادل متمسّكاً بعقيدته فاهماً لها عالماً بدينه ونحن نقدّم بذلك العلماء أمّا دخول العامّة في الصراع فهذا يقودنا إلى بناء الأدلجة الطائفية , وهي كناية على التأثّر الشعبي بالخلافات المعقّدة بين الطوائف والدخول في نقاشاتها وجدالاتها بعصبيّةٍ دون علم! فتراه يريد السطوة بالقوّة ونعت الرجعية أو الكذب للمخالف وهذه أدلجة تُبنى على مبادئ فيها جرعة من جُرع العنصرية ما الله به عليم!.. وأنا أكتب هنا أخاطب به بني قومي من علماء المسلمين أن لا يكونوا ردّةَ فعلٍ على المخالف مما يبيّن ويُظهر للناس أنّه تعصّب وطائفية! وهي فقط عبارة عن ردّة فعل من عملٍ طائفي بل يجب أن يقوموا بأفعالٍ معتدلة تسيّس الموقف المذهبي لتقوّم به فكر العامّة وأنا هنا أتحدّث عن الخلافات المذهبيّة بكل أشكالها , فلنبتعد عن الأدلجة الطائفية التي تولّد التفرقة في زمنٍ نحن أحوج فيه على التماسك والتلاحم..
......مشاعر إنسان..... >>ALra2a8i<<
1431Abdullah@

الخميس، 25 أكتوبر 2012

"اليوم ياصاحبي..عرفة..!!"


الحياةُ عبارةٌ عن طُرُقٍ عديدةٍ لم تكن في يومٍ من الأيام هذه الطرق كهوفٌ موحشة , أو قِطَعٌ مظلمة ..

حتى وإن وُجِدَ فيها مشقّات ومتاعب فهذه سننٌ لا نستطيع تجاهلها وإنكارها ولكن في المقابل فالحياة فيها أبوابٌ مفتوحة وسككٌ فارهةٌ بيضاء , وأرصفةٌ مستويةٌ مهذّبةٌ سمحاء , وإذا عاش الإنسان في هذه الحياة برويّةٍ ونظامٍ مرتّب سيسير بطرقٍ معبّدة وسيتغلّب على جميع المشكلات.!
        سأتحدّث بلسان مسلمٍ رأى الحياة يسيّسها نظامٌ إلهي مرتّبٌ ومنظّم كان لي أشبه بذاك الذي استطاع أن يتغلّب على دائه بنظامٍ غذائيٍّ منسّق!.
       المسلم يحتاج إلى التغيير والتجديد والإنسان عموماً ؛ لذى وضع الإسلام أيّاماً خاصةً لكي لا يلهوا في حياته وينسى أنّ الحياة يجب أن تفتح للإنسان معالم أكثر أفقاً ورزانةً , وأنّ لحياتك في الدنيا والآخرة لوازم يجب أن تؤديها , فوضع لنا هذا الدين تلك الأيام الفاضلات من أجل أن نتفكّر في أنفسنا ونتغيّر إلى الأفضل وإلى الإيجابية أكثر ,, فنحن في هذا اليوم الفاضل وقد توافد الحجيج سلفاً إلى بيت الله الحرام من كلّ فجٍّ عميق وإلى أشرف وأطهرِ بقعةٍ على هذه الكرة الأرضية , وهذا السطح الوسيع , وهذا الأفق الفسيح , توافدوا من كلّ مكانٍ من أجل خالقهم , من أجل الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي رزقهم , أعطاهم , أنعم عليهم , أرشدهم ووسيّس حياتهم ..
        فما أجمل أن نشكر ربنا ونحمده بأن نتضرّع ونخشع ونتذلل لله مولانا الخالق الرازق , فاليوم يوم عرفة خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمس من صامه فقد كفّر له ربه سنةً قبله وسنةً بعده بإذنه سبحانه وكلُّ هذا الجود والكرم من هذا الرب الرحيم يحتاج منَّّا أن ننظر في أنفسنا وفي حياتنا أكثر , نراجع أنفسنا , يجب علينا أن نتغيّر!.
        نعم نتغيّر فهذي فرصةٌ بالكاد الحصول عليها , فـرصةٌ لشكر الله على كلّ النعم التي أنعمها علينا , فرصةٌ لكي نتفكّر في أحوال البلدان والمواطن التي حولنا من تعيش تحت سقف التعذيب والتخريب والقتل والنهب والتشريد , في سوريا وفي بورما وفي اليمن ولبنان والعراق وليبيا و الصومال وكلُّ البلدان الإسلامية حتى من منّ عليهم الله بالأمن والأمان يجب أن نستشعر أخوّتهم لنا..
        هذا اليوم يجب أن نتذكّر أنّنا في هذه الحياة قد نازعنا بعض الإخوة وأخطأنا في حقّهم وأنّ أُناساً قد تباغضنا معهم أو حسدناهم أو حتى عبّسنا غضباً عليهم فالواجب أن نصفّي قلوبنا وندعوا إلى الرحمة والتسامح والرفق واللين والصفح والعفو.."فمن عفا وأصلح فأجره على الله..."
       ومن الحقوق التي علينا تأديتها أيضاً هي الصدقة على المحتاجين والفقراء وعلى العمالة التي نراهم في كدّهم وتعبهم , ننشر في وجوههم إبتسامةً أو نتصدّق عليهم ولو بالقليل من المال أو الطعام أو الشراب.. فإنَّ الصدقة تُطفئ غضب الرب..
ولا ننسَ أن نعمل على تأدية حق المسلمين من إفشاءٍ للسلام أو مناصحةٍ أو عيادة مريض أو إجابة دعوةٍ أو غير ذلك فَنَشْرُ الود والابتسامة هي من الجماليّات التي حثّ عليها الدين وهي أيضاً من تمام الأخلاق.."إنّما بُعثْتُ لِأتمم مكارم الأخلاق"..
       أخيراً يا صاحبي اليوم هو يومٌ للتجديد يومٌ للمبادرةِ والمسارعة "وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنّةٍ عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتّقين"..آل عمران "133"..
        فـإن أردتَ حياتك تسير في طريقها بأمنٍ وأمان فعليكَ أن تنقلها من الجمود والقسوة إلى المرونة واللين فيجب أيا صاحبي أن تتغيرّ فهذا عرفة قد أتى وقد كان يرمقنا من بعيد..
فاليوم ياصاحبي!!.
.....مشاعر إنسان......>>ALra2a8i<<

السبت، 20 أكتوبر 2012

"العاطفة بين شعاع الحب وروح الضمير..!!"


الحياة عبارة عن إيقاعات تسامر روح الإنسان وتسيِّر حياته بعد توفيقٍ من الله عز وجل فهي لوازم تلازم حياته ملازمةً تامّة وهي أيضاً تقوم مقام الكمال فلكلٍّ إيقاع و تابع وهذا التابع له سماته وخواصه..
 فالحب هو أحد إيقاعات الحياة والعاطفة تابع كما أنَّ الضمير تابعٌ أيضا والتوابع من منظوري الشخصي نوعان:-
 نوعٌ يسمى تابعٌ إيقاعي وترنيمٌ صادع , والنوع الآخر يسمّى تابعٌ روحي..
فالعاطفة تابعٌ إيقاعي أي أنّه تابعٌ لإيقاعٍ معيّن , والضمير تابعٌ روحي أي أنّه تابعٌ لروحِ الإنسان وتوجّهاته وأعماله..
تُستخدم العاطفة في كثيرٍ من إيقاعات ولوازم الحياة وإن تحدّثنا عنها بالتفصيل لن نصل إلى فائدةٍ واضحة الملامح وسيطول بنا المقال ولكن في هذه المقالة سأتحدث عن إيقاع الحب  سأتحدّث عن الشعاع الإيقاعي وهو أحد لوازم الحياة وأحد جماليّات هذه الكوكبة المعيشيّة التي نعاشرها ونسير في أرجائها .. هذا الإيقاع المرن الذي لا نكاد نستطيع التفكير بروح سواه فهو غذاءٌ عقلي كما أنّه جاذبٌ للتابع الإيقاعي "العاطفة" فالشخص يحب أي أنّه يتعامل مع العاطفة ويراها حياةً له فيجب عليه حينها أن يمارس الاتزان بين التابع الروحي "الضمير" وبين التابع الإيقاعي "العاطفة"..
فالحب إيقاعٌ مرن تحتاجه الإيقاعات الأخرى من حيث الترنيم والعاطفة ولا نستطيع أن نسميها تابعاً لأنّها من لوازم الحياة .. فالتربية على سبيل المثال فيها حبٌّ وكره وهي من  اللوازم وفيها عاطفة وضمير وهي توابع ,, فدعونا نرتّب الأمور لتتضح الصورة أكثر..
ذكرت في مقال تربوي سابق عنونته بــ"كن تربويّاً تك مربّياً" وتحدثت فيه عن التربية الذاتية في النواحي العاطفية وذكرت أنّ العاطفة كالملح في الطعام لا يمكن الإفراط أو التفريط فيها وهنا أقول أحياناً يشعر الإنسان بأن حبه لصديقه لا يجب أن يكون عاطفيّاً حتميّاً وهذه رسائل الضمير فالضمير يؤنّب ويهذّب ويقلّب الأمور والعاطفة شأنها تهييج مشاعر فحسب والحب يستزيد بالعاطفة فيقف الشخص حائراً ..
إنَّ النقص والتوتر هو على أيّة حال يرجع إلى آلةٍ نفسيّة فالبعد عن النظر إلى كمّية عمق التوابع في الذات وإلى أين وصلت أو مانسمّيه بالمحاسبة هذا سبب أساسي ورئيس في التشتت العاطفي فالإنسان يجب أن يعتمد على التربية الذاتيّة للنفس ويحكّم عقله وفكره كلّما أقدم على شيء..
فمن اللامعقول أن يعشق الشخص دون أن يرى ما تخفيه تلك التجربة..
 الحب ليس لعبةً مسلّية الحب شعاعٌ له إيقاعه ورسمه..
 الكثير يشكون من جور الحب وعمق فلسفة العشق الذي ينعتها بالمرض أحياناً لأنّه يشكو كثيراً من سقمها وما عَلِمَ أنَّ للعاطفة مسكن تنمو فيها يوماً بعد يوم وليس تطبيقاً تقنيّاً تجعله بهاتفك أنّا شئت قلبتَ أناملك وناظريك عليه!..
العاطفة تابعٌ حيّ يجب أن يُصان فحاول أن تضع العاطفة في ميزانٍ عادل بين شعاع الحب وروح الضمير..
.....مشاعر إنسان.....  >>ALra2a8i<<

الخميس، 11 أكتوبر 2012

"الصداقة الهشَّة..!!"


سأبدأ على غير عادتي في البداية , سأبدأ بتعريف المعنى والمغزى من عنوان هذه المقالة:- يطلق على الشيء المتفكك الغير متماسك أو الشيء الذي لا يدوم بــ الهش!.. هذه الكلمة الثانية من المقالة أمّا الأولى فيكفيني أن أقول كما قال الشافعي رحمه الله:-
سلامٌ على الدنيا إن لم يكن بها ** صديقٌ صدوقٌ صادقَ الوعدِ منصفاً
فهذا معنى الصداقة:- صدقٌ في التعامل , صدقٌ في الحب والتضحية , يعطيني ديمومةً لحياةٍ ملؤها الحب والصدق والوفاء..
أما السؤال الذي يطرح نفسه كيف نستطيع أن نطلق على الصداقة أنّها قد تكون هشَّة؟!
الجواب هي كلماتي المتراصة التالية التي ستعبّر عن عاطفةٍ غريبة قد تكون أشبه بحب شخصٍ لأكلةٍ لذيذةٍ يعشقها لنفسه ولا يعشقها لنفسها وذاتها , سأجيب عن السؤال ولكن بعد أن أذكر أنّ هذه العاطفة تسمى:-
(من غيري إليّ , ومنّي إليه من أجل أن تعود إليَّ)..!!
* لماذا صادقته؟؟..
لم يكن لهذا السؤال من جوابٍ معبِّرٍ سوى أنّني أحببته , لماذا أحببته؟! يأتي الآن دور العاطفة تنسج خيوطها فقط من أجل صلابة الصداقة وقوّتها أو من أجل تراخيها وهشاشتها إذاً العاطفة هي مركز التحكّم بجسد الصداقة.
أنا أحب فلان إذاً أنا وإيّاه تربطنا علاقة قويّة فالحب رابطٌ صلب ولكن الماهيّة التي عليها الحب هي من تحدد مبدأ العاطفة الذي يتحكّم بجسد الصداقة.
أحببته لأنّي أحتاج أن يضم مشاعري بحنانه وطيبته لكنَّه حبٌّ لملأ قولب مشاعر الذات لا يدوم , فلو كان الحب من أجل أني أحبك وأعمل من أجلك وأنا أملأ عاطفتي بحبك وبرسم مشاعرك لي فهنا ستتحكم العاطفة وستقوّي عمود الصداقة وتتصلّب فمتى تكون الصداقة هشَّة؟!
عندما أهتم بمشاعري وأكون صادقاً في قولي وفعلي كاذب!! , عندما لا أهتم باهتمامات صديقي حينما يحتاجني , عندما يحدث تمزّق في ورقة الحب المتبادل حينها تكون الصداقة هشَّة.. فـ لا تستطيع العاطفة أن تتحمّل أعتاب الركاكة في التعامل فتارةً يقدّرني , وتارةً لا يهتم بي فـ الخلاصة:- هي أنَّ قولب المشاعر يحتاج إلى صديقٍ صدوقٍ صادقَ الوعد منصفاً يحتاج إلى دحض مبدأ:-
 (من غيري إليّ , ومنّي إليه من أجل أن تعود إليّ)..
فهو لا يُطلق عاطفته إلّا من أجله لأنّه يعلم أنَّ الآخر سيطلق عاطفته البريئة الشريفة من أجله.!
سَأَكَلُّ من كثرة التعبير ورصّ الأحرف عن هذا الموضوع ولكن عليَّ أن أقول أنّ هناك أُناساً الفرد منهم يكسب ولا يحسب , ويهمل ولا يعمل , ويريد ولا يريد أن يسمع ما تريد , فوجود سوادهم الصاخب سيكون موجوداً دائماً فلا تغضبوا فإنَّ الوسادة قد اعتادت على البكاء..!
.......مشاعر إنسان...... >>ALra2a8i<<