الخميس، 25 أكتوبر 2012

"اليوم ياصاحبي..عرفة..!!"


الحياةُ عبارةٌ عن طُرُقٍ عديدةٍ لم تكن في يومٍ من الأيام هذه الطرق كهوفٌ موحشة , أو قِطَعٌ مظلمة ..

حتى وإن وُجِدَ فيها مشقّات ومتاعب فهذه سننٌ لا نستطيع تجاهلها وإنكارها ولكن في المقابل فالحياة فيها أبوابٌ مفتوحة وسككٌ فارهةٌ بيضاء , وأرصفةٌ مستويةٌ مهذّبةٌ سمحاء , وإذا عاش الإنسان في هذه الحياة برويّةٍ ونظامٍ مرتّب سيسير بطرقٍ معبّدة وسيتغلّب على جميع المشكلات.!
        سأتحدّث بلسان مسلمٍ رأى الحياة يسيّسها نظامٌ إلهي مرتّبٌ ومنظّم كان لي أشبه بذاك الذي استطاع أن يتغلّب على دائه بنظامٍ غذائيٍّ منسّق!.
       المسلم يحتاج إلى التغيير والتجديد والإنسان عموماً ؛ لذى وضع الإسلام أيّاماً خاصةً لكي لا يلهوا في حياته وينسى أنّ الحياة يجب أن تفتح للإنسان معالم أكثر أفقاً ورزانةً , وأنّ لحياتك في الدنيا والآخرة لوازم يجب أن تؤديها , فوضع لنا هذا الدين تلك الأيام الفاضلات من أجل أن نتفكّر في أنفسنا ونتغيّر إلى الأفضل وإلى الإيجابية أكثر ,, فنحن في هذا اليوم الفاضل وقد توافد الحجيج سلفاً إلى بيت الله الحرام من كلّ فجٍّ عميق وإلى أشرف وأطهرِ بقعةٍ على هذه الكرة الأرضية , وهذا السطح الوسيع , وهذا الأفق الفسيح , توافدوا من كلّ مكانٍ من أجل خالقهم , من أجل الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي رزقهم , أعطاهم , أنعم عليهم , أرشدهم ووسيّس حياتهم ..
        فما أجمل أن نشكر ربنا ونحمده بأن نتضرّع ونخشع ونتذلل لله مولانا الخالق الرازق , فاليوم يوم عرفة خيرُ يومٍ طلعت عليه الشمس من صامه فقد كفّر له ربه سنةً قبله وسنةً بعده بإذنه سبحانه وكلُّ هذا الجود والكرم من هذا الرب الرحيم يحتاج منَّّا أن ننظر في أنفسنا وفي حياتنا أكثر , نراجع أنفسنا , يجب علينا أن نتغيّر!.
        نعم نتغيّر فهذي فرصةٌ بالكاد الحصول عليها , فـرصةٌ لشكر الله على كلّ النعم التي أنعمها علينا , فرصةٌ لكي نتفكّر في أحوال البلدان والمواطن التي حولنا من تعيش تحت سقف التعذيب والتخريب والقتل والنهب والتشريد , في سوريا وفي بورما وفي اليمن ولبنان والعراق وليبيا و الصومال وكلُّ البلدان الإسلامية حتى من منّ عليهم الله بالأمن والأمان يجب أن نستشعر أخوّتهم لنا..
        هذا اليوم يجب أن نتذكّر أنّنا في هذه الحياة قد نازعنا بعض الإخوة وأخطأنا في حقّهم وأنّ أُناساً قد تباغضنا معهم أو حسدناهم أو حتى عبّسنا غضباً عليهم فالواجب أن نصفّي قلوبنا وندعوا إلى الرحمة والتسامح والرفق واللين والصفح والعفو.."فمن عفا وأصلح فأجره على الله..."
       ومن الحقوق التي علينا تأديتها أيضاً هي الصدقة على المحتاجين والفقراء وعلى العمالة التي نراهم في كدّهم وتعبهم , ننشر في وجوههم إبتسامةً أو نتصدّق عليهم ولو بالقليل من المال أو الطعام أو الشراب.. فإنَّ الصدقة تُطفئ غضب الرب..
ولا ننسَ أن نعمل على تأدية حق المسلمين من إفشاءٍ للسلام أو مناصحةٍ أو عيادة مريض أو إجابة دعوةٍ أو غير ذلك فَنَشْرُ الود والابتسامة هي من الجماليّات التي حثّ عليها الدين وهي أيضاً من تمام الأخلاق.."إنّما بُعثْتُ لِأتمم مكارم الأخلاق"..
       أخيراً يا صاحبي اليوم هو يومٌ للتجديد يومٌ للمبادرةِ والمسارعة "وسارعوا إلى مغفرةٍ من ربكم وجنّةٍ عرضها السماوات والأرض أعدّت للمتّقين"..آل عمران "133"..
        فـإن أردتَ حياتك تسير في طريقها بأمنٍ وأمان فعليكَ أن تنقلها من الجمود والقسوة إلى المرونة واللين فيجب أيا صاحبي أن تتغيرّ فهذا عرفة قد أتى وقد كان يرمقنا من بعيد..
فاليوم ياصاحبي!!.
.....مشاعر إنسان......>>ALra2a8i<<

هناك تعليقان (2):

  1. جزاكك الله خير اخوي عبدالله على هذا الابداع الرائع وبنتضار المزيد

    ردحذف
  2. شكراً لحسن ظنّك , وأتشرف بمتابعتك يا صديقي.. بوركت

    ردحذف