الجمعة، 9 مارس 2012

"ثقافة المواطن العربي..الجزء الثالث.."



زراعة الهمة بأن يكون لدينا بُعدٌ في النظر لخدمة المجتمع والأمة , ليس عبارة عن شعور وإحساس فقط بل هو عمل بما في جعبتنا من ثقافة ومن علم تعلمناه ..
فبناء الثقافة في الفرد هو بناء لمجتمع واعٍ حريصٍ على التجاذب الفكري والعلمي فلقد ذكرت في سلسلة ثقافة المواطن العربي سابقاً ركيزتان أساسيتان تبني الفناء وتقوّي البناء , ألا وهي القراءة في الحضارات العربية السابقة , وزراعة الهمة والهم لخدمة الأمة والمجتمع فإذا عملت على تلك الركائز سيسهل عليك الطريق وتبدأ بالعمل على تلك الثقافة العربية المكتسبة ..
ففي مقالي هذا سأتحدث عنــ"أخلاق المثقف" وهذا العنوان يحمل معاني كثيرة وفروع عدة تستوعب الكثير من أسس البناء وقوة العمل الثقافي..
أولاً: التعامل مع الثقافة للاستفادة لا لطرح الفائدة:-
قراءتك لموضوع فكري أو موضوع سياسي أو مشاهدتك لبرنامج تربوي أو أسري أو عن أي فنٍّ تهواه المهم هنا أن تعلم ماهو الواجب عليك بعد استقبالك لتلك المعلومات الثقافية؟؟!
يجب أن يكون تأثير الثقافة عليك تأثير إيجابي بأن تصنع فكرك وتوجهك ويكون التأثير في لغتك وأسلوبك وكل هذا هي فوائد تجعلها محفوظة لنفسك ولتقوّي بها العملية الفكرية لديك ومن المهم أن تتثقف في أمورٍ كثيرة ولكن الأهم أن تتقرب لما يهواه قلبك وترتاح له نفسك ولا يخدش بقيمك الدينية ..
فالثقافة والاستزادة في العلم بالقراءة ونحوها هي لذة فلا تجعلها ثقيلة على نفسك بل اجعلها كمحطةِ المسافر في حياتك لترتاح من مشقة الحياة لتنعم فوق أريكة الأدب وتحت اللحاف الدافئ التي تحملها القصص العلمية والعملية الفكرية , فهذا الخلق يجب التحلي به وهو أن ترى تأثير الثقافة على فكرك وتعاملاتك..
ثانياً: التعامل مع الثقافة لطرح الفائدة لا للاستفادة منها:-
كيف تنقل ثقافتك من حافظتك إلى واردات غيرك؟؟!
يأتي الهم لخدمة المجتمع والأمة جواباً كافياً لهذا السؤال , فلن تفيد غيرك بعلمك إلا إذا كان لديك همٌّ لأجل خدمتهم وإخلاصٍ وتفانٍ في العمل وهذا لا يكون إلا بالهمة العالية , فلا تحتفظ بعلمك وثقافتك لنفسك فإن المجتمع الناجح هو من يتواصل أفراده بلغة الثقافة والعلم فاحرص أن لا يتوقف ولا يقتصر علمك على نفسك فليكن لديك الهم لخدمة المجتمع والأمة..
وأخيراً وفي ختام هذه السلسلة أرشدك إلى صديق صدوق حسن العشرة ستستفيد منه وسوف تتنزّه معه بين أروع المعالم وأرقى البلدان وأروع الجنان ذات المناظر الخلّابة , فالزم ذلك الصديق فهو خيرٌ لكــــ"وخير جليس في الزمانِ كتابُ"..
......مشاعر إنسان......>>ALra2a8i<<

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق