لم أخرج من بطن والدتي عالماً ولكنّي سعيتُ لتحصيله..
ولِمَ لا , فنحن لابد لنا أن نُصيغ عباراتٍ مثالية للحياة من أجل السعي وراء حياةٍ علميةٍ ناضجة.. لذلك واجهتُ معلمي في المدرسة وبعدها ابتدأت القصة..!!
كنت أذهب للمدرسة وفكري وعقلي قد امتلآ من ثقافة الاحترام و التقدير والحب للمعلم فإنّه كما حفظت وتعلمت ودرست وفهمت وأنا لا زلت أقولها وأكررها كما قالها أحمد شوقي من قبل:- قم للمعلم وفّه التبجيلا ** كاد المعلم أن يكون رسولا
بالفعل المعلم أستطيع أن أصنفه بأنه تربوي أو أن أصفه بالأسوة أو أن أقول أنّه والدي الثاني لأنّه معلمي في بيتي الثاني كما حفظت من صغري!..
المدرسة حياةٌ ثانية جوٌّ آخر أستطيع أن أقول أنّه مسار لتحولات قد تقف في ميزان الحياة وتكون قد شقّت طريقها وبدأت تُسرع في المسير.. إلى أين ذاهبه؟ وما الخطب؟..
لا تدري ولا أنا أعلم إلى أين تذهب سرت واتجهت إليها مع معلمي مذ أن كنتُ صغيراً عندما كانت خطواتي ركضاً , وحديثي كركرة , وفهمي خيال!
لذلك كانت قصتي مع معلمي مغايرة تماماً , أصبحت أستطيع أن أُصنّف معلميّ فذلك أصنفه بـمتعكر المزاج وآخر بالمبتسم , الحنون, الغاضب, وأيضاً الكسول! كذلك المعلم سار في تصنيفه للطلاب طالبٌ مبدع , وطالبٌ متميز , وآخر مثالي , كما أن هناك كسولٌ ومشاغبٌ !..
فكان هناك تشابه في المسار الشخصي بينهما ذاك يصنّف و الآخر مثله..
دعوني أُكمل القصة..
في سنين الدراسة التي مضت شعرتُ بأن هناك حاجزٌ متينٌ ومكينٌ وقويّ قد امتد بيني وبين معلمي ولكن ما استطعتُ أن أتعرّف عليه نهائياً ولم تتضح معالمه..
الأجواء كانت غامضة , والهواء كان متعكّر وغير صافٍ , لذلك لم أفهم مغزى ذلك الحاجز حتى كبرتُ وخطواتي امتدت على أكثرية مراحل الدراسة فبعدها استطعت أن ألحظ الحاجز بيني وبين معلمي.
أستطيع أن أقول أنني عشتُ في وهمٍ قد اجتاح فكري ذلك الوهو هو "فضل المعلم وكثرة إحسانه"!! صار وهماً لأنني أخذته بفهمٍ قطعي لا مجال للعراك ولا للحراك فيه بينما أنَّ هذا هو الأصل والواقع هو الفرع.
الحاجز هو التوافق بينهما لا يستطيع المعلم والطالب أن يكون بينهما سجالٌ معيّن أو يكون بينهما طرح لأفكار ذهنية قد جالت بينهما والسبب فقط لأن هذا طالب وذلك معلم!!.
أنا لا أرص كلماتي عبثاً أو أن أرصها تنظيراً بل أحكي حكايتي أنا حكاية تهميشٍ دامت في سنوات الدراسة الماضية.
المنتظر من المعلم توصيل فكرةٍ وتحسين سلوك وعلى الطالب فهم الفكرة والعمل على السلوك وكل هذا بالتعلّم فيكون هناك أخذٌ وردٌّ بين المعلم والطالب وهذا الأمر أصبح نوعاً ما معدوم لا يستطيع الطالب أن يتعمّق في الفكرة أو أن ينظر إليها بعينٍ ناقدة لأنّه بذلك سيخسر درجاته أو أن يعود إلى منزله وقد احمرّت يداه من الضرب!!..
لذلك كان الحاجز منيعاً وقويّاً وأظن أن كل هذه أسبابها ترجع لماهية عمل المعلم...
المعلم شخصٌ مؤثر ويستطيع أن يبيّن ما يشاء لأن الكرة تدور دائماً في ملعبه لذلك جزءٌ من حياة الطالب يأخذها من المدرسة فالحمل على المعلم أصبح ثقيلاً فعليه أن يسعى لبناء شخصيةٍ قوية لا شخصيةٍ هشه كما قمتُ أنا عليها فأنا عشتُ المعاناة لولا أنّ الله بعث لي أفذاذاً لهم باع في التربية والتعليم يقومون بعملهم على أكمل وجه قدموا لي مثالاً وأنموذجاً عالي الجودة في السير على طريق العلم والتفكير والتجوال في بحر العلوم. معلمون كان لهم الفضل بعد الله في تقنين مسيرة الحياة بالنسبة لي ففعلاً أنّ المعلم كاد أن يكون رسولاً , المعلم صاحب رسالة وصاحب معرفة يجب أن يكون مخلصاً مقننا مثابراً لأعماله , صاحب هدفٍ يريد من خلاله تقديمه كقيمة يعمل الطالب عليها في حياته.. لدي الكثير ولكن توقَّفَتْ حروفي عند هذه الكلمات فهذه هي قصتي بيني وبين معلمي!!..
.......مشاعر إنسان.......>>ALra2a8i<<
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق