شاهدتُ صوراً تلامس الواقع اليمني , وسمعت أخباراً تحركت فيها طرقات الشارع في مناطق اليمن السعيد , بل وقرأت الحالة الإنسانية هناك عن كثب فوجدتُ أنَّها تقف على منحدرٍ يشير سهم التعريف أنّها هاوية ترسم لوحةً ألوانها الهلاك!!..
فالحالة الإنسانية سيطول الحديث عنها وكتبت مقالاتٍ عدة أرسم فيها الواقع الإنساني الكسيف سطرت حروف ثائرٍ يناشد بالعاطفة المكلومة لتُقرع القلوب ولكني أرى قلوباً كالصخر قاسية يجب أن تُكسر ونُفتت كما كُسر قلب ذلك الطفل الجائع , والعجوز التائه , والمرأة الصامتة!!..
* لا زلنا نعيش سقم المبادرة:-
نهض شعب اليمن الحر وهو ينادي باسم الحرية والعدل وهتف بسقوط ديكتاتورٍ انتهك حريات شباب اليمن الشرفاء وعمل على كتم متنفس العدل والمساواة هتف الشرفاء قائلين:- إذا الشعب يوماً أراد الحياة...
فرد الخداع مكمِّلاً ذلك البيت بقوله:- فلابد للحُر أن ينصهر!!
فأجهضوا الثورة وأزاحوا الديكتاتور ليبنوا ديكتاتوراً أكبر حجماً وأكثر ظلماً , فالثورة لا تزال قائمة والظلم ازداد وقمع الحريات لا يزال حاضراً فمن ظنَّ أن الثورة أتت من أجل إسقاط صالح فقط فهذا مخطئ بل الثورة أتت من أجل إسقاط المبدأ الديكتاتوري المستبد تماماً فمن أجهض الثورة سيدفع ثمن احتقان الشعب الذي يلهث من أجل العيش بسلام..
* لماذا لم تتحقق مطالب ثورة الكرامة؟!:-
لا أستطيع أبداً أن أشكك في قوة شعب اليمن الحر ولا أستطيع البتة أن أتّهم الشعب بإجهاض الثورة وأن أحمّله المسؤولية كاملة فالثورة قام عليها الشعب بنفسه فحتماً سيبذل الثوار عزمهم وقواهم من أجل الحرية ولكن ثمَّة تسلسلٍ مُتعب أدّى إلى موت المطالب وتبخّرها:-
أولاً:- وحدة الشعب.. لم يكن الشعب موحِّداً كلمته بقدر ما كان يرى بعين المناطقية والقبائلية التي تبحث عن مطلبــ"زوال الرئيس هو الحل" دون تفكيرٍ مستقبلي لما بعد الثورة وأرى أنّه أيضاً سببٌ للتفكك المعيشي الموجود حالياً..
إذاً نقص الوعي بأهمية ما بعد الثورة هو ما كان ينقصنا كنّا نسير بضعفٍ في الرؤية المستقبلية للأحداث..
ثانياً:- دعم النُّخب.. النخب المؤثرة في أوساط الشعب اليمني لم يكن لأكثرهم ذلك الصيت الذي يدعم القوة الفكرية لإدارة الثورة الجميع كان يحلم ببناء يمن جديد لكن قليل من كان يفكِّر كيف سيكون ذلك اليمن..!
ثالثاً:- الرغبة دون العمل.. كم من مناطق كانت ترغب زوال الديكتاتور ومع هذا لم تشارك لأسباب مجهولة ممكن تعود للحساسية القبلية التي ترغب في الانفصال ولا تود أن يسقط الحاكم ونحن في زمن الوحدة!. إذاً نحن ندور حول الحمى ولن نبتعد عنها فتوحد الشعب هو الأهم.
العمل على مقومات الإرادة لدى الشعب هي من ستهز عرش الطغاة وما طمأن الطغاة إلا الحساسية الدائمة بين الشمال والجنوب والمعاندة التي قد تؤدي إلى دمار شامل يجعل الفرد يشعر بأنّه تعدّى خطوطاً حمراء كانت تسمى فقراً وأصبحت تسمى موتاً وهلاكاً فمن يسعى للتفرقة والانفصال عليه أن يتّحد شعبيّاً من أجل معالجة الأوضاع ثم بعد ذلك لنرى المستقبل وما هي الخطوة التالية فكما قلت تنقصنا الرؤية المستقبلية والاستراتيجية للأحداث والسناريوهات التي نكتبها علينا أن نعيد صياغتها مرةً أخرى..
* عودة البيض والتأزم السياسي:-
اليمن من الداخل يوجد به أربع سلطات ثلاث منها قويّة ورابعة قد تكون أقل قوةً مقارنةً بالأخريات..
السلطة الأولى:- الحوثي في صعدة.. إذا بدأت بالتحدث عن هذا المستبد الضخم وأعوانه لن أنتهي ففي قلبي شرر وغيض تجاه ما يفعله الحوثي الذي يملك ميليشيا ضخمة , وأجندات خارجية جذورها صُلبة ولك أن تتصور كيف ينعم الحوثي في اليمن وكيف يتحكم بمناطق عدة!. ولك أيضاً أن ترى ذلك المستبد ينعم حتى في ظهوره الإعلامي الخفي..!
السلطة الثانية:- حكومة الأحمر ولك أن تتأمل كلمة "حكومة"! بدلاً من أن أسميها معارضة لما تحمله من قوة خارقة تعمل على تجييش قبائلي من الممكن أن يشتعل في أي لحظة!..
السلطة الثالثة:- حكومة صالح وهذه لا داعي للتعريف عنها فما شهده الشعب بشكلٍ عام , والثوّار على وجه الخصوص أظنّ أنّه كافٍ!.
السلطة الرابعة:- حكومة عبدربه منصور.. وهي سلطة جامدة وحكومة خامدة أستطيع أن أقول أنَّها واجهة منزل وغلاف كتاب..!!
فكل هذه السلطات الأربع لها مصالح مشتركة ونفوذ لن يستطيع أحدهم الإطاحة بالآخر إلا لغرض جماعته والنجاة بنفسه بها..
ولكن سيحدث التأزم بين سلطات المصالح حينما يدخل البيض في الصراع حينها ستتحرك القوى السياسية وتحدث الفتنة والشعب... هو كبش الفداء!!..
* السلطة السادسة هي الحل:-
أجزم أنّ القارئ ستتولد في ذهنه علامات استفهام حول هدفي من هذا المقال في شرح الوضع فقط!.. ما أريد إيصاله هي رسالة للشعب لأن السلطات لم تعد تجدي نفعاً أو بالأصح لا تعمل من أجل المواطن أصلاً فالشعب هو ما يعوّل عليه!.
كلماتي جاءت من أجل أن أرسم وعياً يلوّن جباه الأحرار بالتفاؤل والأمل..
ولا بد للقيد أن ينكسر!!.. الشعب هو صاحب القرار.. فالعرب خذلوا يمنهم!. والسلطات ضجت بمصالحها الخاسرة , ولا يزال الشعب يدفع الثمن لذلك يجب علينا أن ندرك ما أدركه الشعب السوري حينما رفع رايته قائلاً:- "مالنا غيرك يا الله"!!.
فإرادة الله فوق جرم المستبد , إرادة الله فوق سلطة الديكتاتور , فلندعوا الله يا شعب اليمن الحر ولنوحّد صفّنا من أجل بناء اليمن من جديد دون حكومةٍ ظالمة , أو سلطةٍ ثالثةٍ أو رابعةٍ أو حتى عاشرة.. نحن نرقب يمناً جميلاً من عندك يالله فيارب ذلل الصعاب وسهّل علينا كل معسرٍ إنّك وليُّ ذلك والقادر عليه..
رددي يا أشجار اليمن بإيقاع الحرية ونغم العدل والمساواة رددي يا يمن نحن قادمون.. رددي رددي !!
رددي أيتها الدنيا نشيدي , ردديه وأعيدي وأعيدي
واذكري في فرحتي كل شهيد , وامنحيه حللاً من يوم عيدي...
....مشاعر إنسان.... >>ALra2a8i<<
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق