النظرة من زاوية الإشراق للحضارة العربية تلهمنا مبادئ وقيم يجب التشبّث بها , فإذا قرأنا وتثقفنا وعلمنا ماهيّة تلك الحضارة يأتي العمل على رسم هذه الثقافة على أرض الواقع ,,
وأول الأعمال وأهمها زرع بذرة الهمة العالية في النفس ؛ لأننا لن نطبق ولن نستطيع أن نعمل بتلك الثقافة المكتسبة إلا أن يكون لدينا همة عالية للاستفادة من هذه الثقافة ,, أنا لا أتكلم عن هذه الركيزة بلغة المجاز بل هي ركيزة أساسية وُ لدت من رحم حضارتنا العريقة فالهم لخدمة المجتمع والهمة لتحقيق الأهداف هي من بنت لنا الأمة الإسلامية بأكملها على أكتاف رجال مخلصين زرعوا البذرة ونظروا من زاوية الإشراق والتفاؤل وانطلقوا ,, لذلك نحن الآن نعيش تحت سقف إنجازاتهم..
فأنت أيها الشاب المثقف يجب عليك نقل السلطة الثقافية من أعماق الكتب إلى التخطيط الذهني كي تُشرق ثقافتك على أرض الواقع بالتطبيق العملي لتخدم دينك ووطنك ومجتمعك لتعلم أنّ علماً بلا عمل كشجرةٍ بلا ثمر..
.......مشاعر إنسان......>>ALra2a8i<<
عندما أتحدّث وعندما أبوح فإنني أمثّل المجتمع الذي يحويني فما دمت أحمل أسساً أخلاقية عالية فإنها حتماً ستعكس على أخلاقيات مجتمعي , ونحن العرب عندما نتجوّل ونقرأ في تاريخنا نجد أنّ هناك حضارات كانت مبنيّةً على مبادئٍ ثقافيّةٍ سامية إذا جمعناها ووضعناها على سلة الفقر الثقافي لدينا لبنينا الحضارة من جديد وأعدنا الثوابت الثقافية القيّمة لدينا..
لكننا للأسف بتركنا لتلك المبادئ أصبحنا نعيش وسط مخزونٍ ثقافي فارغ نوعاً ما وليس هذا اتهام جارح بل هو واقع مؤلم وفي نفس الوقت تذكير وتنبيه بأن نرجع إلى الحضارة العربية والإسلامية الأصيلة..
مالذي يحتاجه الشاب العربي لملأ الفراغ الثقافي لديه؟؟!
جواب هذا السؤال يتمركز تحت مبادئ حضارية سابقة وأول تلك المبادئ هو مبدأ طال الحديث عنه بل هو من أصول الثقافة أن نبدأ بهذا المبدأ السامي الذي هُجِر من أبناء تلك الحضارة ,, هذا المبدأ هو مبدأ قرآني أنزله الله على لسان نبيّه حينما قال: "اقرأ",,
مبدأ الحث على القراءة نقطة ثقافية رائدة لبناء الحضارة ورقي الثوابت والقيم وكلنا نعرف أهمية القراءة لكن ما يحتاجه الشاب العربي ليس متمركزاً حول بعض النقاط المستهلكة.. كيف نقرأ؟ ولماذا نقرأ أو متى نقرأ؟؟! ليس هذا ما يحتاجه الشاب العربي , الذي يحتاجه هو ما الذي يقرأه أي ماهو المحتوى الذي يملأ ويزيد المخزون الثقافي؟؟!
هذا الأصل وهذا هو المفقود للأسف , نحن لدينا تاريخ حضاري كبير ولكننا لم نتشبّث به لأننا أصلاً لم نعرف ماهي تلك الحضارة التي يتحدث عنها القاصي والداني فلنقرأ ولنتثقّف حول مبادئ حضارتنا لأننا إذا عملنا على تلك المبادئ أعدنا الحضارة بأسس ثقافية متطورة ولن يكون ذلك إلا بالبحث والقراءة في تاريخ حضارةٍ بُنيت قبل أكثر منــ1400 سنة من عملٍ دؤوبٍ ومن رجلٍ فذٍّ عرف الحضارة , ورسم الثقافة , ويسّر الطريق , لنسير على نهجه ونقتفي أثره ونعيد أعمدة الحضارة مرةً أخرى إلى مكانها السليم ونحارب من طغى عليها وأمر بذلك..
.......مشاعر إنسان.......>>ALra2a8i<<
هل فقدتُ عقلي؟!
أم سلبوه منّي؟!
لماذا?!!
ومن هم؟؟
وما الذي أقوله؟؟!!
تهت فأصبحت أسير وحيداً وسط طريقٍ مظلم لا أرى فيه شيئاً سِوى السماء نعم السماء!! , فارتفعت يداي من دون أن أشعر وتحركت شفتاي ونطق لساني يدعوا لأحبابنا في سوريا الغالية؛؛
سوريا رمز الحرية والشرف ودليل السعادة والترف أصبحت اليوم عبارة عن مجازرٍ قامت بها عائلةٌ نصيريّة غاصبة جاءت لتؤكد للعالم رذالة أنظمتها وسفالة تاريخها وماضيها الذي ملؤُه الدماء..
كتبت مقالي هذا بعد أن ضمَّ قلبي الأسى والحزن والبكاء , ولكنَّ قلبي لم يصبر بل فجّر بركان الغضب ونار القهر وسيل الدمع الجارف لم تكن بداية مقالي مفهومة لأني بالفعل فقدتُ عقلي فما أراه من تقتيل ليس من يهود , وليس ممن يلبس الصليب , إنّه حاكمٌ لدولةٍ مسلمةً عرفت الحق ولكنّها لم تعرف العدالة والسعادة بل عرفت الظلم والاستبداد من حاكمها الطاغية عليه من الله ما يستحق..
قتل الأطفال , والنساء , والعجائز, والشباب , لم يعرف للإنسانية طريقاً ولا باباً ,, لم أرى في تاريخ البشرية أنَّ أحداً يرث الإجرام عن أجداده سوى من عائلةٍ تناقل فيها الفساد ودمَّرت شعباً مسلماً تقيّاً ,, ونحن مقصّرون في حقهم لأننا سرنا في مبدأ اللهو والتخاذل وعدم الاهتمام بالمسلمين فغرقنا في بحر اللذات ولهو الدنيا وسفهها وإخواننا يقتّلون فعذراً يا شام..
........مشاعر إنسان..........>>ALra2a8i<<
عندما يعمل الإنسان في مهنةٍ معيّنة يحتاج هو بل يسعى إلى إثبات جدارته فيحمل الهموم لأجل اتقان ذلك العمل ليحصل على الهدف وهو جمع المال والرزق الحلال فكما أن الرجل يبني ركائز ليصنع هويته ويحافظ عليها أيضاَ المجتمع الإسلامي بنى ركائز تلك الهوية وكلف أبناءه بالحفاظ عليها فما هو المجتمع الإسلامي وسط تلك المجتمعات البشرية؟؟!!
كانت ولا زالت المجتمعات البشرية مفطَرة على التصنيف بين أفراد مجتمعها من حيث الغنى والفقر ومن حيث اللون أو الجنس وهلم جرا.. فعلى سبيل المثال في الحضارة الهندية كانت هناك طوائف هي من عليّة القوم وهناك طوائف خادمة لتلك الطوئف العليا فكان العبيد هم أحط تلك الطوائف وهي من تخدم الطوائف الأخرى كرجال الدين البراهمة وغيرهم وأيضاً في الحضارة الإيرانية كان الملوك لا يسمونهم بأسمائهم بل يطلقون عليهم اسم الإله وكان الملوك يقتلون من حاول أن يرتفع إلى مقامٍِ أعلى من مقامه ولم تكن الحضارة الرومانية أفضل من هذا بل كانوا يتلذذون في مشاهدة مصارعة العبيد حيث تسفك الدماء والناس ينظرون ويشجّعون ويضحكون ولم يكن المجتمع العربي بعيداً عن هذا فقد كان العرب في جهلٍ كبير حيث أن الناس كانوا يقتلون الطفلة لاعتقادهم أنّها عار عليهم..
أمّا في الإٍسلام فقد كان خلاف ذلك تماماً لقد جاء بصفته المجتمع المثالي الذي يتميز بتكريم الإنسان ووضعه في تشريفٍ إلهي أتى على لسان نبيٍّ كريم لا ينطق عن الهوى قال تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر وفضلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلاً" فجاء الإسلام لبناء هويّة ثابته على قيم شريفة وقيم تهدم احتقار الإنسان وتجرّده من الكرامة جاء بقيمٍ سامية عالية فكانت بعيدةً عن العنصرية المهلكة وبعيداً عن ازدراء المرأة وجاء أيضاً بالعدل والمساواة وهذا سنأتي له إن شاء الله في نقاطي اللاحقة..
الركائز التي بنت للأمة هويّتها:-
أولاً: العمل على وحدة الأصل..
قال تعالى: "يا أيها الناس إنا جعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم".. فهنا جاء القانون وجاءت القاعدة الواضحة لمبدأ التفضيل فكان التفضيل بالتقوى وليس باللون ولا بالجنس ولا بالقبيلة ولا بالمهنة بل التفضيل بتقوى الله عز وجل هنا يكمن التفضيل وتكمن الكرامة للإنسان هذه إحدى ركائز بناء الهوية فكيف يتعامل ذلك المسلم مع هذه الركيزة ليحافظ عليها؟؟!
الهدي النبوي والقواعد الإلهية التي رسخت للمجتمع المسلم وجعلته مجتمع متحضّر فنجد الآن من المجتمعات الإسلامية من يُنعت بالتخلف ليس لشيء , فقط لأنه ترك هذه الأسس وتلك الركائز وذهب يبحث على الجهل ودخل في متاهات الضلال..
ثانياً: وحدة العقيدة..
لجوء المجتمع الإسلامي لعقيدة تسيّر أمور الحياة وتميّز العبادات وتثمر رجالاً صالحين يبحثون على الإخلاص في العبادات هي من جعلت من المجتمع متآخي , محب , متعاون , فالعبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال معنى هذا أن العبادة ليست مقتصرة على الصلاة والزكاة والصوم وغيرها لا بل كل ما يقوم به المسلم يبتغي به وجه الله..
فهنا أيضاً الإسلام بنى قاعدة يرتكز عليها الفرد ليعلم ما له وما عليه والحفاظ على هذه الركيزة يكون بالانضباط بتعاليم العقيدة وما أتت به لأن "مجتمعاً لا تتوافر وحدة العقيدة بين أفراده ؛؛ الولاء فيه والانتماء مختلف؛؛ لأن الولاء للدين والانتماء له أقوى الولاءات والانتماءات وإذا اختلف الولاء والانتماء ضربت الفوضى في أطنابها وتفرق الناس وتفككت أواصر المحبة بينهم"..
ثالثاً: وحدة التكليف والجزاء..
الإسلام جاء بإرسال التكاليف للمسلم بحيث أنّه يشملهم جميعاً بدون استثناء كقول: "واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً".. ويمكن أن يكون مخصصاً للنساء أو مخصصاً للرجال ويكون اللفظ واضحاً فيه ولكن عندما تتداعى للأسماع آيات للنساء فقط فإنه يشمل جميع نساء المسلمين وكذلك الرجال..
فهنا أيضاً أسس تبني شخصية وهوية رائدة للمجتمع الإسلامي حيث جعل لكل أقطار ذلك المجتمع أمانةً يؤديها..
أيضاً في مبدأ الجزاء فأساس الدين الإٍسلامي هو العدل والمساواة ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة حين قال: "لو فاطمة بنت محمدٍ سرقت لقطعت يدها"..
فهذه الركائز كلها أخرجت لنا مجتمعاً عظيماً يسير على خطىً واضحة وثابتة..العدل , الكرامة للإنسان , التمسك بالعقيدة الصحيحة , الأخلاق , حب الغير... كل هذه هي من جعلت للحضارة الإسلامية ذلك الصيت وتلك المكانة العالية فلذلك أتت تلك الآية: "إنّا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبينَ أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنّه كان ظلوماً جهولاً"..
فهناك أمانة على عاتق ذلك المسلم الذي يحمل هويّةً بدأت بالاختفاء فرسالات كهذه تعيد لنا وتذكرنا بالركائز الأساسية التي نمشي ونسير عليها لنصل إلى مبتغانا وإلى مرادنا لندافع عن الأمة ونحافظ على الهويّة العظمى التي بُنيت على ركائزٍ قويّةٍ شديدة..
.....مشاعر إنسان.......>>ALra2a8i<<
نقض الحوثيون العهود وتجرؤوا في القتل والتدمير والضغط على أهل السنّة هناك في دمّاج شمال اليمن , كل ذلك لجعل كلمة الرفض والاعتزال تقوم على كلمة أهل السنّة الذين ساروا على نهجٍ شريفٍ ونبيل يرجون ما عند الله سبحانه وتعالى..
وفي ظل تلك الأحداث التي أصبحنا نتتبع أخبارها عن طريق الإعلام التقليدي الذي رسم القضية بأقلام العامّة بدل أن ترسمها أقلام الصحافة وشاشات الإعلام إلا من شاشة عرفت طريقها ولم تهب من أحدٍ وكانت جريئةً في طرحها وهي قلة ,, إذاً في ظل تلك الأحداث وفي ظل الانتهاكات الإنسانية المسترمة ووسط الأعمال المشينة والبشعة التي أطلقها الحوثيون على أهل السنة جاءت القبائل السنية المجاهدة التي أعلنت جهادها بكل شجاعة وقوة لم يفكروا بأن الحوثيين قد يبدونهم بما عندهم من دعم كبير ولم يجعلو الحوثة يقعلون ما يريدونه في المنطقة بل أعلنوا الجهاد وساروا في طريق الحق حاملين معهم راية التوحيد وراية دحر الرفض والاعتزال ..
أهل وايلة ووادعة وحجور الذين بذلوا أرواحهم وقدّموا الغالي والنفيس من أجل دحر الرفض والاعتزل وإقامة الحق وإعلاء الكلمة السويّة..
ما بذلوه قليلٌ بحقه كلمةٌ أو مقال ما بذلوه قليلٌ بحقه مدحٌ أو ثناء يا أهل السنة أولئك الأحرار تجمعوا لنصرة منهجكم وذبّاً عن عرض الرسول الأمين وقاتلوا أعداءكم فهل من نصيرٍ ومعينٍ لهم؟؟
أعادوا أولئك الحوثة إلى جحورهم خائبين بعملٍ دؤوبٍ ومشقةٍ رأينا نتاجها في الآونة الأخيرة , كان يحلم بعضهم بالشهادة وهو يعلي كلمة الحق فانقلب حلمهم إلى حقيقة فاستشهد من استشهد منهم ونرجوا من الله أن يتقبّلهم..
لتلك القبائل المخلصة لدينها أقول لهم: سيروا بكرامة الشجعان وارفعوا سلاحكم في وجه المعتدي ونحن سنرفع أيدينا نتذلل لربنا أن يثبتكم وينصركم هو نعم المولى ونعم النصير..
.....مشاعر إنسان.......>>ALra2a8i<<