فرق بين من يصرخ لصراخ أخيه , ومن يصرخ لصراخه هو!!..
من يصرخ وهو يذوق العذابين عذاب عدم استقرار بنيه وأهله , وعذاب البعد عنهم والشوق القاسي إليهم ..
أنا ذاك الذي يصرخ لصراخ نفسه المسكينة التي تكابدت عليها هموم الظلم والكبد!!..
تَعِبَت عيني وترهَّلت أذني فأنا أسمع وأرى وما أفعله هو الدموع , ثم الصراخ ... وماذا بعد ذلك!!!؟؟ ,, "لا أعلم"..
فأنا لبلادي "اليمن" أحنُّ وعليها أبكي فأنا المقصِّرُ في حقِّها , والضعيف أمامها..
سألتني فقالت:-
من أين أنت؟؟!!
فطأطأتُ رأسي قائلاً:-
أنا منكِ وفيكِ وسأعود إليك فاعذريني فإنِّي مقصِّر في حقِّكِ أيتها الغالية..
فجاوبتني جواباً غريباً جفّت دموعي من بعده واشتدَّت سواعدي من الدهشة التي ملأتني!! فكان ذلك الجواب أشبه بالصّفعة لي ولك!!.. نعم لك!! فأنت شريكٌ في الغرق .. فقد جاوبت بأنين وحرقه قائلةً:-
لستَ أنت من تركني وذهب فإنَّ العالم الذي يحتوي على بشر نسوني ونسوا أنّ ما يحويني بشر!! ونسوا الإنسانية وتركوني وأنا طريحة الفراش بين جدران الظلم , ونوافذ الفقر والقهر..
يالله هل نفد الوقود الذي يسيّر عربة الإنسانية أم ... لا أدري ماذا أسأل عنه ولكن طلبت منها الكشف عن وجهها لأراها فأنا مشتاقٌ لها .. فنظرتُ فلم أجد اليمن بل وجدت البؤس والكبد والعيش التعيس قد اجتاحها..
هذه بلدي؟؟!!! مالذي حصل هل فعلاً انتهى الوقود أم كان لمصالح الدنيا وقودٌ يُنسي مبادئ الإنسانية الإسلامية التي تربَّينا عليها..
"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد"..
الجسد الواحد!! وأين هو ذلك الجسد؟؟!!..
لقد مُزِّق الجسد وتناثر!!..
لقد أضعنا المبدأ , لنضيع الرحمة والسماحة الإسلامية..
إنني أغرق ياسادة لأنَّ الماء لم يعد يحملني فلقد بت هارباً من وحل الدنيا لأجد الإنسانية , لأجد الأمة الواحدة , لأبحث عن اليمن فلقد فقدتها وابتدأت رحلة البحث ولكن هل البحث عن اليمن أم عن الإنسانية!!!؟؟
....مشاعر إنسان.... >>ALra2a8i<<
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق