"نظرية الموزة"
وضعت أم في حقيبة طفلها الصغير موزة ليتغذى بها في مدرسته فعند فتحه للحقيبة في الفسحة وجد أن الموزة عدمت الحقيبة فعندما رأى الطفل ذلك لم يفعل شيئاً وأغلق الحقيبة , فبقيت الموزة هي السر الدفين للطفل وكان بعد ذلك اليوم عطلة نهاية الأسبوع فظلت الموزة في الحقيبة طيلة يومين كاملين , فعندما أتى يوم السبت بدأت رائحة العفن تخرج من الحقيبة وتنتشر والطلاب في تعجب كبير عن مصدر تلك الرائحة فخجل الطفل من عمله وخرج من الصف وأخرج الموزة و أكمل تنظيف الحقيبة...
هذه القصة نتخذها نظرية وقانون في حياتنا لأننا سنستخرج منها قواعد عدة تدير كثير من شؤون حياتنا الدينية و الدنيوية , وأنا جمعت لكم أربعة نقاط رئيسة من هذه النظرية:-
أولاً:
التسويف: وهو ما فعله الطفل في الموزة أن تركها فماذا كانت النتيجة أن جعلت الحقيبة في عفن شديد مما جعل الطلاب في نفور منه..
وكثير جداً مانسوف في أمور حياتنا ثم بعدها نندم ,, فكم مرة قلنا أننا سنتوب ونرجع إلى الله ونترك المعاصي ونلتجأ إلى الله؟؟!
كثير جداً ولكن ما المانع من التوبة هو أننا نسوف كثيراً إلى أن يقسوا القلب ويتعفن من ضيق الذنوب والمعاصي فإن لم نلحق وننقذه فإنه سيموت من كثرة الآثام...
ثانياً:
بوح المشاعر: المشاعر الداخلية للإنسان بحاجة للبوح والإفصاح عن ما في داخلها لأنها في الحياة تتعرض للمخاطر والمصائب والمشكلات , فأيّن كانت المشاعر لا بد أن يبوح بها الإنسان و إلا سيعظم ما في داخل الإنسان ويكبر حتى يصبح مثل الموزة التي خبأها الطفل وسط الحقيبة التي أشبه ما تكون بالقلب الذي يحتوي المشاعر السلبية , فعند تخبأته للموزة عظمت المشكلة وزاد العفن وشد أنظار الناس إليه وإلى حقيبته ..
فكل شخص لا بد أن يكون في بوح للمشاعر لا في كبت لها لأن تخبأة المشاعر ترك وإهمال لها...
ثالثاً:
الوحدة: هي جزء من النقطة الثانية لكن خصصتها لأهميتها لأن كثير من الأعمال السلبية جاءت بسبب الوحدة وهو مرض نفسي بلا شك لأن الإنسان بعادته متداخلاً مع الناس اجتماعياً معهم فمن عادة الإنسان أن يشكل العلاقات الاجتماعية بين أفراد مجتمعه ليكون بينه وبينهم بوح من الخاطر و إلا فسيكون الشخص أشبه بحاوية النفايات التي تستقبل ولا تنتج شيئاً سوى العفن والبؤس...
رابعاً:
محاسبة النفس: بالتأكيد لكل إنسان أخطاء فليس منا المعصوم وكما قيل لو أننا لا نخطئ لما وضع في قلم الرصاص مساحة فالإنسان هنا أشبه ما يكون بقلم الرصاص يكتب ثم يرصد أخطاءه ويمسحها ويعدلها ..
ففي كل ليلة يجب علينا أن نستعرض أعمالنا التي سردناها نهاراً ونعدل الأخطاء التي فعلناها ونستفيد منها فعندما استرجع الطفل الموزة ونظف مكانها فإنه قد اكتشف خطأً عمله فعدّله ولكن الخطأ أنه تأخر في تصحيح الخطأ وهذا يؤدي إلى تعفن النفس وانحطاطها فكل ما عرف الشخص أخطاءه وقام بتعديلها كل ما كان عمله يميل إلى الصواب أكثر فحاسب نفسك على ما فعلته في يومك من أخطاء في حق دينك وأهلك وجيرانك الخ..
أتمنى أن أكون وفقت في توصيل الرسالة ,, وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه,,
......مشاعر إنسان......>>Alra2a8i<<
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق